٧ - [ وليعلم الله ] هو من باب الإلتفات لأنه جاء بعد لفظ [ نداولها ] فهو التفات من الحاضر إلى الغيبة، والسر تعظيم شأن الجهاد في سبيل الله.
٨ - [ وما محمد إلا رسول ] فيه قصر موصوف على صفة.
٩ - [ انقلبتم على أعقابكم ] هذه استعارة لطيفة، شبه سبحانه الرجوع في الإرتياب بالرجوع على الإعقاب، أى من يرجع عن دينه فقد خاب وشقي.
الفوائد :
الإولى : في هذه الآيات الكريمة [ وسارعوا إلى مغفرة ] دعوة إلى أمهات مكارم الإخلاق، من (البذل وكظم الغيظ والعفو عن المسيئين والتوبة من الذنوب )، وكل منها مصدر لفضائل لا تدخل تحت الحصر.
الثانية : قدم المغفرة على الجنة لأن التخلية مقدمة على التحلية فلا يستحق دخول الجنة من لم يتطهر من الذنوب والآثام.
الثالثة : تخصيص العرض بالذكر [ عرضها السموات والأرض ] للمبالغة في وصف الجنة بالسعة والبسطة، فإذا كان هذا عرضها فكيف يكون طولها ؟
الرابعة : كتب هرقل إلى النبي (ص) إنك دعوتني إلى جنة عرضها السموات والأرض فأين النار ؟ فقال عليه السلام :" سبحان الله أين الليل إذا جاء النهار " يقصد أن ملك الله واسع، فوق التصور والخيال، فالجنة والنار يكونان حيث شاء الله.
الخامسة : أمر تعالى بالمسارعة إلى عمل الإخرة في آيات عديدة [ وسارعوا إلى مغفرة ] و[ سابقوا إلى مغفرة ] [ فاستبقوا الخيرات ] [ فاسعوا إلى ذكر الله ] [ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ] وأما لعمل الدنيا فأمر تعالى بالسير " بالهوينى " [ فامشوا في مناكبها ] [ وآخرون يضربون في الأرض ] فتدبر السر الدقيق في آيات الذكر الحكيم.
قال الله تعالى :[ يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا.. إلى.. ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون ] من آية (١٤٩ ) إلى نهاية آية (١٥٨ )
المناسبة :
لا تزال الآيات الكريمة تتناول سرد أحداث (غزوة أحد) وما فيها من العظات والعبر، فهي تتحدث عن أسباب الهزيمة وموقف المنافقين الفاضح في تلك الغزوة، وت أمرهم على الدعوة الإسلامية بثبيط عزائم المؤمنين.
اللغة :
[ سلطانا ] حجة وبرهانا وأصله القوة ومنه قيل للوالي سلطان
[ مثوى ] المثوى : المكان الذي يكون مقر الإنسان ومأواه، من قولهم ثوى بالمكان إذا أقام فيه
[ تحسونهم ] تقتلونهم، قال الزجاج : الحسق الإستئصال بالقتل وأصله الضرب على مكان الحس
[ تصعدون ] الإصعاد : الذهاب والإبعاد في الأرض، والفرق بينه وبين الصعود أن الإصعاد يكون في مستوى من الأرض، والصعود يكون في ارتفاع
[ لا تلوون ] أى لا تلتفتون إلى أحد كما يفعل المنهزم وأصله من لي العنق للإلتفات
[ أخراكم ] آخركم
[ أثابكم ] جازاكم
[ أمنة ] أمنا واطمئنانا
[ يغشى ] يستر ويغطي
[ وليمحص ] التمحيص : التنقية وتخليص الشيء مما فيه من عيب
[ استزلهم ] أوقعهم في الزلة وهي الخطيئة
[ غزى ] جمع غاز وهو الخارج في سبيل الله للجهاد.
سبب النزول :
لما رجع رسول الله (ص) إلى المدينة وقد أصيبوا بما أصيبوا به يوم أحد، قال ناس من أصحابه : من أين أصابنا هذا وقد وعدنا الله النصر ؟ فأنزل الله [ ولقد صدقكم الله وعده... الى قوله... منكم من يريد الدنيا ] يعني الرماة الذين فعلوا ما فعلوا يوم أحد
التفسير :
[ يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا ] أى إن اطعتم الكفار والمنافقين فيما ي أمرونكم به
[ يردوكم على أعقابكم ] أى يردوكم إلى الكفر
[ فتنقلبوا خاسرين ] أى ترجعوا إلى الخسران، ولا خسران أعظم من أن تتبدلوا الكفر بالإيمان، قال ابن عباس : هم المنافقون قالوا للمؤمنين لما رجعوا من أحد : لو كان نبيا ما أصابه الذي أصابه فارجعوا إلى إخوانكم
[ بل الله مولاكم ] بل للإضراب أى ليسوا أنصارا لكم حتى تطيعوهم، بل الله ناصركم فأطيعوا أمره


الصفحة التالية
Icon