[ ويزكيهم ] أى يطهرهم من الذنوب ودنس الإعمال
[ ويعلمهم الكتاب والحكمة ] أى يعلمهم القرآن المجيد والسنة المطهرة
[ وأن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ] أي وقد كانوا قبل بعثته في ضلال ظاهر، فنقلوا من الظلمات إلى النور، وصاروا أفضل الإمم
[ أو لما أصابتكم مصيبة ] أى أو حين أصابتكم أيها المؤمنون كارثة يوم أحد، فقتل منكم سبعون
[ قد أصبتم مثليها ] أى في بدر حيث قتلتم سبعين، وأسرتم سبعين
[ قلتم أنى هذا ] ؟ أى من أين هذا البلاء، ومن أين جاءتنا الهزيمة، وقد وعدنا بالنصر ؟ وموضع التقريع قولهم [ أنى هذا ] ؟ مع أنهم سبب النكسة والهزيمة
[ قل هو من عند أنفسكم ] أى قل لهم يا محمد : إن سبب المصيبة منكم أنتم، بمعصيتكم أمر الرسول، وحرصكم على الغنيمة
[ إن الله على كل شيء قدير ] أى يفعل ما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه
[ وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله ] أى وما أصابكم يوم أحد، يوم التقى جمع المسلمين وجمع المشركين، فبقضاء الله وقدره، وبارادته الإزلية وتقديره الحكيم، ليتميز المؤمنون عن المنافقين
[ وليعلم المؤمنين ] أى ليعلم أهل الإيمان الذين صبروا وثبتوا ولم يتزلزلوا
[ وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا ] أى وليعلم أهل النفاق كعبد الله بن ابى ابن سلول وأصحابه الذين انخذلوا يوم أحد عن رسول الله (ص) ورجعوا وكانوا نحوا من ثلاثمائة رجل، فقالى لهم المؤمنون : تعالوا قاتلوا المشركين معنا أو ادفعوا بتكثيركم سوادنا
[ قالوا لو نعلم قتالإ لاتبعناكم ] أى قال المنافقون : لو نعلم أنكم تلقون حربا لقابلنا معكم، ولكن لا نظن أن يكون قتال
[ هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان ] أى بإظهارهم هذا القول، صاروا أقرب إلى الكفر منهم إلى الإيمان
[ يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم ] أى يظهرون خلاف ما يضمرون
[ والله أعلم بما يكتمون ] أى بما يخفونه من النفاق والشرك
[ الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا ] أى وليعلم الله أيضا المنافقين الذين قالوا لإخوانهم الذين هم مثلهم وقد قعدوا عن القتال
[ لو أطاعونا ما قتلوا ] أى لو أطاعنا المؤمنون وسمعوا نصيحتنا، فرجعوا كما رجعنا ما قتلوا هنالك
[ قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين ] أى قل يا محمد لأولئك المنافقين : إن كان عدم الخروج ينجي من الموت، فادفعوا الموت عن أنفسكم إن كنتم صادقين في دعواكم، والغرض منه التوبيخ والتبكيت وأن الموت آت إليكم ولو كنتم في بروج مشيدة.
البلاغة :
١ - [ إن ينصركم.. وإن يخذلكم ] بينهما مقابلة وهي من المحسنات البديعية.
٢ - [ وعلى الله فليتوكل ] تقديم الجار والمجرور لإفادة الحصر.
٣ - [ وما كان لنبى أن يغل ] أى ما صح ولا استقام، والنفى هنا للشأن وهو أبلغ من نفي الفعل.
٤ - [ أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ] قال ابو حيان :" هذا من الإستعارة البديعية، جعل ما شرعه الله كالدليل الذي يتبعه من يهتدي به، وجعل العاصى كالشخص الذي أمر بأن يتبع شيئا، فنكص عن اتباعه ورجع بدونه ".
٥ - [ بسخط من الله ] التنكير للتهويل أى بسخط عظيم لا يكاد يوصف.
٦ - [ هم درجات ] على حذف مضاف أى ذو درجات متفاوتة، فالمؤمن درجته مرتفعة والكافر درجته متضعة.
٧ - [ للكفر.. وللإيمان ] بينهما طباق وكذلك بين [ يبدون.. ويخفون ].
٨ - [ أصابتكم مصيبة ] بينهما جناس الإشتقاق، وهو من المحسنات البديعية.
تنبيه :


الصفحة التالية
Icon