[ الإ خوف عليهم ولا هم يحزنون ] أي بأن لا خوف عليهم في الإخرة، ولا هم يحزنون على مفارقة الدنيا لأنهم في جنات النعيم
[ بستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ] أكد نهد استبشارهم ليذكر ما تعلق به من النعمة والفضل والمعنى : يفرحون بما حباهم الله تعالى من عظيم كرامته، وبما أسبغ عليهم من الفضل وجزيل الثواب، فالنعمة ما استحقوه بطاعتهم، والفضل ما زادهم من المضاعفة في الإجر
[ الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح ] أى الذين أطاعوا الله وأطاعوا الرسول من بعد ما نالهم الجراح يوم أحد. قال ابن كثير : وهذا كان يوم احمراء الإسد ((حمراء الأسد مكان على بعد ثمانية أميال من المدينة المنورة )) وذلك أن المشركين لما أصابوا ما أصابوا من المسلمين كروا راجعين إلى بلادهم، ثم ندموا لم لا تمموا على أهل المدينة وجعلوها الفيصلة، فلما بلغ ذلك رسول الله (ص) ندب المسلمين إلى الذهاب وراءهم ليرعبهم، ويريهم أن بهم قوة وجلدا، ولم يإذن لأحد سوى من حضر أحدا، فانتدب لهم المسلمون على ما بهم من الجراح والإثخان طاعة لله عز وجل ولرسوله (ص).
[ للذين أحسنوا منهم وأتقوا أجر عظيم ] أى لمن أطاع منهم أمر الرسول وأجابه إلى الغزو - على ما به من جراح وشدائد - الإجر العظيم والثواب الجزيل
[ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا ] أى الذين أرجف لهم المرجفون من أنصار المشركين فقالوا لهم : أن قريشا قد جمعت لكم جموعا لا تحصى، فخافوا على أنفسكم، فما زادهم هذا التخويف إلا إيمانا
[ وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ] أى قال المؤمنون : الله كافينا وحافظنا ومتولي أمرنا، ونعم الملجأ والنصير لمن توكل عليه جل وعلا
[ فانقلبوا بنعمة من الله وفضل ] أى فرجعوا بنعمة السلامة، وفضل الإجر والثواب
[ لم يمسسهم سوء ] أى لم ينلهم مكروه أو أذى
[ واتبعوا رضوان الله ] أى نالوا رضوان الله الذي هو سبيل السعادة في الدارين
[ والله ذو فضل عظيم ] أى ذو إحسان عظيم على العباد
[ إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه ] أى إنما ذلكم القابل [ إن الناس قد جمعوا لكم ] بقصد تثبيط العزائم هو (الشيطان ) يخوفكم أولياءه وهم الكفار لترهبوهم
[ فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ] أي فلا تخافوهم ولا ترهبوهم، فإني متكفل لكم بالنصر عليهم، ولكن خافوا ربكم - إن كنتم مؤمنين حقا - أن تعصوا أمري فتهلكوا، والمراد بالشيطان (نعيم بن مسعود الإشجعي ) الذي أرسله ابو سفيان ليثبط المسلمين، قال ابو حيان : وإنما نسب إلى (الشيطان ) لأنه ناشىء عن وسوسته وإغوائه وإلقائه
[ ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ] تسلية للنبي (ص) أى لا تحزن ولا تتألم يا محمد لأولئك المنافقين الذين يبادرون نحو الكفر بأقوالهم وأفعالهم، ولا تبال بما يظهر منهم من آثار الكيد للإسلام وأهله
[ إنهم لن يضروا الله شيئا ] أى إنهم بكفرهم لن يضروا الله شيئا وإنما يضرون أنفسهم
[ يريد الله الا يجعل لهم حظا في الإخرة ] أى يريد تعالى بحكمته ومشيئته، إلا يجعل لهم نصيبا من الثواب في الإخرة
[ ولهم عذاب عظيم ] أى ولهم فوق الحرمان من الثواب عذاب عظيم في نار جهنم
[ إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم ] أى إن الذين استبدلوا الكفر بالإيمان وهم " المنافقون " المذكورون قبل، لن يضروا الله بكفرهم وارتدادهم ولهم عذاب مؤلم
[ ولا تحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم ] أى لا يظن الكافرون أن إمهالنا لهم بدون جزاء وعذاب، وإطالتنا لأعمارهم خير لهم
[ إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ] أى إنما نمهلهم ونؤخر آجالهم ليكتسبوا المعاصي فتزداد آثامهم