[ الزبر ] جمع زبور هو الكتاب من الزبر وهو الكتابة، قال الزجاج : الزبور كل كتاب ذي حكمة
[ زحزح ] الزحزحة : التنحية والإبعاد
[ فاز ] ظفر بما يؤمل ونجا مما يخاف
[ الغرور ] مصدر غره يغره غرورا أى خدعه
[ متاع ] المتاع : ما يتمتع به وينتفع ثم يزول
[ لتبلون ] لتمتحنن من بلاه أى امتحنه
[ عزم الأمور ] المراد به صواب التدبير والرأي،
[ بمفازة ] بمنجاة من قولهم فاز فلان إذا نجا..
سبب النزول :
١ - عن ابن عباس قال : دخل ابو بكر الصديق ذات يوم بيت مدراس اليهود، فوجد ناسا من اليهود قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له (قنحاص بن عازوراء) وكان من علمائهم وأحبارهم، فقال ابو بكر لفنحاص : ويحك اتق الله وأسلم فوالله إنك لتعلم أن محمدا رسول من عند الله، قد جاءكم بالحق من عنده، تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة والإنجيل، فقال فنحاص : والله يا ابا بكر ما بنا إلى الله من حاجة من فقر، وإنه إلينا لفقير، ما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا، وإنا عنه لأغنياء، ولو كان غنيا ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم، ينهاكم عن الربا ويعطينا، ولو كان غنيا ما أعطانا الربا! ! فغضب ابو بكر وضرب وجه " فنحاص " ضربة شديدة وقال : والذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك يا عدو الله، فذهب فنحاص إلى رسول الله (ص) فقال يا محمد : انظر إلى ما صنع بي صاحبك ؟! فقال رسول الله (ص) : ما حملك على ما صنعت يا ابا بكر ؟ فقال يا رسول الله : إن عدو الله قال قولا عظيما، زعم أن الله فقير وأنهم أغنياء، فغضبت لله وضربت وجهه، فجحد ذلك فنحاص، فأنزل الله ردا على فنحاص وتصديقا لابي بكر [ لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ] الآية.
٢ -عن ابن عباس قال : جاء جماعة من اليهود إلى رسول الله (ص) -منهم كعب بن الإشرف، ومالك بن الصيف، وفنحاص بن عازوراء - وغيرهم فقالوا : يا محمد تزعم أنك رسول الله وأنه تعالى أنزل عليك كتابا، وقد عهد الله إلينا في التوراة إلا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار، فإن جئتنا بهذا صدقناك فنزلت هذه الآية [ الذي قالوا إن الله عهد إلينا إلا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار ] الآية.
التفسير :
[ لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ] هذه المقالة الشنيعة، مقالة أعداء الله اليهود عليهم لعنة الله، زعموا أن الله فقير، وذلك حين نزل قوله تعالى [ من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ] قالوا : إن الله فقير يقترض منا كما قالوا [ يد الله مغلولة ] قال القرطبي : وإنما قالوا هذا تمويها على ضعفائهم لا أنهم يعتقدون هذا، وغرضهم تشكيك الضعفاء من المؤمنين وتكذيب النبي (ص) أى إنه فقير على قول محمد لانه اقترض منا
[ سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ] أي سن أمر الحفظة بكتابة ما قالوه في صحائف أعمالهم، ونكتب جريمتهم الشنيعة، بقتل الأنبياء بغير حق، والمراد بقتلهم الأنبياء رضاهم بفعل أسلافهم
[ ونقول ذوقوا عذاب الحريق ] أى وبقول لهم الملائكة : ذوقوا عذاب النار المحرق الشديد
[ ذلك بما قدمت أيديكم ] أى ذلك العذاب بما اقترفته أيديكم من الجرائم
[ وأن الله ليس بظلام للعبيد ] أى وأنه سبحانه عادل ليس بظالم للخلق، والمراد أن ذلك العقاب حاصل بسبب معاصيكم، وعدل الله تعالى فيكم، قال الزمخشري : ومن العدل أن يعاقب المسيء ويثيب المحسن
[ الذين قالوا إن الله عهد إلينا ] أى هم الذين قالوا أن الله أمرنا وأوصانا في التوارة
[ ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار ] أى أمرنا بأن لا نصدق رسولا حتى يأتينا بآية خاصة، وهي أن يقدم قربانا فتنزل نار من السماء فتأكله، وهذا افتراء على الله حيث لم يعهد إليهم بذلك


الصفحة التالية
Icon