[ يخادعون ] الخداع : المكر، والاحتيال، وإظهار خلاف الباطن، وأصله الإخفاء ومنه سمى الدهر خادعاً لما يخفي من غوائله، وسمى المخدع مخدعا لتستر أصحاب المنزل فيه
[ مرض ] المرض : السقم وهو ضد الصحة وقد يكون حسيا كمرض الجسم، أو معنوياً كمرض النفاق، ومرض الحسد والرياء، قال ابن فارس : المرض كل ما خرج به الإنسان عن حد الصحة من علة، أو نفاق، أو تقصير فى أمر
[ تفسدوا ] الفساد : العدول عن الاستقامة وهو ضد الصلاح
[ السفهاء ] جمع سفيه وهو الجاهل، الضعيف الرأى، القليل المعرفة بمواضع المنافع والمضار، وأصل السفه : الخفة، والسفيه : الخفيف العقل. قال علماء اللغة : السفه : خفة وسخافة رأي، يقتضيان نقصان العقل والحلم يقابله.
[ طغيانهم ] الطغيان : مجاوزة الحد فى كل شيء، ومنه قوله تعالى :[ إنا لما طغى الماء ] أي ارتفع وعلا وجاوز حده، والطاغية : الجبار العنيد
[ يعمهون ] العمه : التحير والتردد فى الشيء، يقال : عمه يعمه فهو عمه. قال رؤبة :" أعمى الهدى بالحائرين العمه ". قال الفخر الرازي : العمه مثل العمى، إلا أن العمى عام فى البصر والرأي، والعمه فى الرأي خاصة، وهو التردد والتحير، بحيث لا يدري أين يتوجه
[ اشتروا ] حقيقة الاشتراء : الاستبدال، وأصله بذل الثمن لتحصيل الشئ المطلوب، والعرب تقول لمن استبدل شيئا بشئ اشتراه، قال الشاعر :
فإن تزعمينى كنت أجهل فيكم فإنى اشتريت الحلم بعدك بالجهل
[ صم ] جمع أصم وهو الذى لا يسمع
[ بكم ] جمع أبكم وهو الأخرس الذي لا ينطق
[ عمي ] جمع أعمى وهو الذى فقد بصره
[ صيب ] الصيب : المطر الغزير مأخوذ من الصوب وهو النزول بشدة، قال الشاعر :" سقتك روايا المزن حيث تصوب "
[ الصواعق ] جمع صاعقة وهى نار محرقة لا تمر بشيء إلا أتت عليه، مشتقة من الصعق وهو شدة الصوت
[ السماء ] السماء فى اللغة : كل ما علاك فأظلك، ومنه قيل لسقف البيت سماء، ويسمى المطر سماء لنزوله من السماء قال الشاعر :
إذا سقط السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضابا
[ يخطف ] الخطف : الأخذ بسرعة ومنه قوله تعالى :(إلا من خطف الخطفة) وسمى الطير خطافا لسرعته، والخاطف الذي يأخذ الشئ بسرعة شديدة.
سبب النزول :
قال ابن عباس : نزلت هذه الآيات فى المنافقين من أمثال " عبد الله بن أبي ابن سلول، ومعتب بن قشير، والجد بن قيس " كانوا إذا لقوا المؤمنين يظهرون الإيمان والتصديق ويقولون : إنا لنجد فى كتابنا نعته وصفته.
التفسير :
[ ومن الناس من يقول آمنا بالله ] أي ومن الناس فريق يقولون بألسنتهم : صدقنا بالله، وبما أنزل على رسوله من الآيات البينات
[ وباليوم الآخر ] أي وصدقنا بالبعث والنشور
[ وما هم بمؤمنين ] أي وما هم على الحقيقة بمصدقين ولا مؤمنين لأنهم يقولون ذلك قولاً دون اعتقاد، وكلاماً دون تصديق. قال البيضاوي : هذا هو القسم الثالث المذبذب بين القسمين، وهم الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم، وهم أخبث الكفرة وأبغضهم إلى الله، لأنهم موهوا الكفر، وخلطوا به خداعا واستهزاءً، ولذلك أطال القرآن فى بيان خبثهم وجهلهم، واستهزأ بهم وتهكم بأفعالهم، وسجل عليهم الطغيان والضلال، وضرب لهم الأمثال
[ يخادعون الله والذين آمنوا ] أي يعملون عمل المخادع، بإظهار ما أظهروه من الإيمان مع إصرارهم على الكفر، يعتقدون – بجهلهم – أنهم يخدعون الله بذلك، وأن ذلك نافعهم عنده، وأنه يروج عليه كما قد يروج على بعض المؤمنين، وما علموا أن الله لا يُخدع، لأنه لا تخفى عليه خافية، قال ابن كثير : النفاق هو إظهار الخير، وإسرار الشر وهو أنواع :(اعتقادي) وهو الذي يخلد صاحبه فى النار، و(عملى) وهو من أكبر الذنوب والأوزار، لأن المنافق يخالف قوله فعله، وسره علانيته، وإنما نزلت صفات المنافقين في (السور المدنية)، لأن مكة لم يكن بها نفاق بل كان خلافه


الصفحة التالية
Icon