[ أو ما ملكت أيمانكم ] أي اقتصروا على نكاح الإماء بملك اليمين، إذ ليس لهن من الحقوق كما للزوجات
[ ذلك أدنى ألا تعولوا ] أي ذلك الاقتصار على الواحدة أو على ملك اليمين أقرب ألا تميلوا وتجوروا
[ وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ] أي أعطوا النساء مهورهن عطية عن طيب نفس
[ فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا ] أي فإن طابت نفوسهن بهبة شئ من الصداق
[ فكلوه هنيئا مريئا ] أي فخذوا ذلك الشيء الموهوب حلالا طيبا
[ ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما ] أي لا تعطوا المبذرين من اليتامى أموالهم، التي جعلها الله قياما للأبدان ولمعايشكم فيضيعوها، قال ابن عباس : السفهاء هم الصبيان، والنساء المبذرات، وقال الطبري : لا تؤت سفيها ماله، وهو الذي يفسده بسوء تدبيره، صبيا كان أو رجلا، ذكرا كان أو أنثى
[ وارزقوهم فيها واكسوهم ] أي أطعموهم منها واكسوهم
[ وقولوا لهم قولا معروفا ] أي قولا لينا كقولكم : إذا رشدتم سلمنا إليكم أموالكم
[ وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح ] أي اختبروا اليتامى حتى إذا بلغوا سن النكاح، وهو (بلوغ الحلم) الذي يصلحون عنده للنكاح
[ فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ] أي إن أبصرتم منهم صلاحا في دينهم ومالهم، فادفعوا إليهم أموالهم بدون تأخير
[ ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ] أي لا تسرعوا في إنفاقها وتبذروها، قائلين : ننفق كما نشتهي قبل أن يكبر اليتامى فينتزعوها من أيدنا
[ ومن كان غنيا فليستعفف ] أي من كان منكم غنيا أيها الأولياء فليتنزه عن مال اليتيم، ولا يأخذ أجرا على وصايته
[ ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ] أي ومن كان فقيرا فليأخذ بقدر حاجاته الضرورية وبقدر أجره عمله
[ فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم ] أي فإذا سلمتم إلى اليتامى أموالهم بعد بلوغهم الرشد، فأشهدوا على ذلك لئلا يجحدوا تسلمها
[ وكفى بالله حسيبا ] أي كفى بالله محاسبا ورقيبا.. ثم بين تعالى أن للرجال والنساء نصيبا من تركة الأقرباء فقال
[ للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون ] أي للأولاد والأقرباء حظ من تركة الميت، كما للبنات والنساء حظ أيضا الجميع فيه سواء، يستوون في أصل الوراثة وإن تفاوتوا في قدرها، وسببها أن بعض العرب كانوا لا يورثون النساء والأطفال، وكانوا يقولون : إنما يرث من يحارب ويذب عن الحوزة، فأبطل الله حكم الجاهلية
[ مما قل منه أو كثر ] أي سواء كانت التركة قليلة أو كثيرة
[ نصيبا مفروضا ] أي نصيبا مقطوعا فرضه الله بشرعه العادل وكتابه المبين
[ وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه ] أي إذا حضر قسمة التركة الفقراء من قرابة الميت واليتامى والمساكين من غير الوارثين، فأعطوهم شيئا من هذه التركة تطييبا لخاطرهم
[ وقولوا لهم قولا معروفا ] أي قولا جميلا بأن تعتذروا إليهم أنه للصغار وأنكم لا تملكونه
[ وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم ] نزلت في الأوصياء أي تذكر أيها الوصي ذريتك الضعاف من بعدك وكيف يكون حالهم، وعامل اليتامى الذين في حجرك بمثل ما تريد أن يعامل به أبناؤك بعد فقدك
[ فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا ] أي فليتقوا الله فى امر اليتامى وليقولوا لهم ما يقولونه لأولادهم من عبارات العطف والحنان
[ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ] أي يأكلونها بدون حق
[ إنما يأكلون في بطونهم نارا ] أي ما يأكلون في الحقيقة إلا نارا تتأجج في بطونهم يوم القيامة
[ وسيصلون سعيرا ] أي سيدخلون نارا هائلة مستعرة وهي (نار السعير)، أجارنا الله منها.
البلاغة :
تضمنت الآيات من ضروب الفصاحة والبيان ما يلي :


الصفحة التالية
Icon