١- المجاز العقلي فى قوله [ يتوفاهن الموت ] والمراد يتوفاهن الله أو ملائكته.
٢- الاستعارة في [ وأخذن منكم ميثاقا غليظا ] استعار لفظ الميثاق للعقد الشرعي الذي يكون بين الزوجين، تشبيها له بالحبل الغيظ.
٣- الجناس المغاير في [ فإن تابا.. توابا ] وفي [ كرهتموهن.. أن تكرهوا ].
٤- المبالغة في تفخيم الأمر وتأكيده [ وآتيتم إحداهن قنطارا ] لتعظيم الأمر والمبالغة فيه.
فائدة :
كنى الله تعالى عن الجماع بلفظ الإفضاء [ وقد أفضى بعضكم إلى بعض ] لتعليم المؤمنين الأدب الرفيع، قال ابن عباس :" الإفضاء في هذه الآية الجماع، ولكن الله حيي، كريم يكني " أي يأتي بالكناية.
تنبيه :
خطب عمر رضي الله عنه فقال : أيها الناس لا تغالوا في مهور النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله، لكان أولاكم بها رسول الله (ص) ما أصدق امرأة من نسائه، ولا أحدا من بناته فوق (اثنتي عشرة أوقيه)، فقامت إليه امرأة فقالت : يا عمر، يعطينا الله وتحرمنا ؟ يقول تعالي [ وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا ] فقال رضي الله عنه :" أصابت امرأة وأخطأ عمر ".
قال الله تعالي :[ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء.. إلى.. وندخلكم مدخلا كريما ] من الآية (٢٢) إلى نهاية الآية (٣١).
المناسبة :
لما أوصى تعالى بحسن معاشرة الأزواج، وحذر من إيذائهن أو أكل مهورهن، عقبه بذكر المحرمات من النساء، اللواتي لا يجوز الزواج بهن، بسبب القربة، أو المصاهرة، أو الرضاع، وحذر من ارتكاب الفواحش والمنكرات.
اللغة :
[ سلف ] مضي
[ مقتا ] المقت : البغض الشديد لمن تعاطى القبيح
[ ربائبكم ] جمع ربيبه وهي بنت المرأة من آخر، سميت به لأنها تتربى في حجر الزوج
[ حجوركم ] جمع حجر أي في تربيتكم يقال : فلان في حجر فلان إذا كان في تربيته، قال أبو عبيدة : في حجوركم أي في بيوتكم
[ حلائل ] جمع حليلة بمعني الزوجة سميت بذلك لأنها تحل لزوجها
[ محصنين ] متعففين عن الزني
[ مسافحين ] السفاح : الزنى وأصله في اللغة من السفح وهو الصب وسمي سفاحا لأنه لا غرض للزاني إلا سفح النطفة وقضاء الشهوة
[ طولا ] سعة وغنى
[ أخدان ] جمع خدن وهو الصديق للمرأة يزني بها سرا
[ العنت ] الفجور واصله الضرر والفساد
[ سنن ] جمع سنة وهي الطريقة
[ نصليه ] ندخله.
سبب النزول :
أ- لما توفي " أبو قيس بن الأسلت " وكان من صالحي الأنصار، خطب ابنه قيس امرأة أبيه فقالت : إني أعدك ولدا وأنت من صالحي قومك، ولكني آتي رسول الله (ص) استأمره، فأتته فأخبرته فأنزل الله [ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء.. ] الآية.
ب- عن أبي سعيد الخدري قال : أصبنا سبايا يوم أوطاس لهن أزواج، فكرهنا أن نقع عليهن فسألنا النبي (ص) فنزلت [ والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم.. ] الآية قال : فاستحللناهن.
التفسير :
[ ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سف ] أي لا تتزوجوا ما تزوج آباؤكم من النساء لكن ما سبق فقد عفا الله عنه
[ إنه كان فاحشة ومقتا ] أي فإن نكاحهن أمر قبيح قد تناهي في القبح والشناعة، وبلغ الذروة في الفظاعة والبشاعة، إذ كيف يليق بالإنسان أن يتزوج امرأة أبيه، وأن يعلوها بعد وفاته وهي مثل أمه ؟
[ وساء سبيلا ] أي بئس ذلك النكاح القبيح الخبيث طريقا.. ثم بين تعالى المحرمات من النساء فقال
[ حرمت عليكم أمهاتكم ] أي حرم عليكم نكاح الأمهات، وشمل اللفظ الجدات من قبل الأب أو الأم
[ وبناتكم ] وشمل بنات الأولاد وإن نزلن
[ وأخواتكم ] أي شقيقه كانت، أو لأب، أو لأم
[ وعماتكم ] أي أخوات آبائكم وأخوات أجدادكم