[ فانكحوهن بإذن أهلهن ] أي تزوجوهن بأمر أسيادهن وموافقة مواليهن
[ وآتوهن أجورهن بالمعروف ] أي ادفعوا لهن مهورهن عن طيب نفس، ولا تبخسوهن منه شيئا استهانة بهن لكونهن إماء مملوكات
[ محصنات غير مسافحات ] أي عفيفات غير مجاهرات بالزنى
[ ولا متخذان أخدان ] أي ولا متسترات بالزنى مع أخدانهن، قال ابن عباس : الخدن هو الصديق للمرأة يزني بها سرا، فنهى الله تعالى عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن
[ فأذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ] أي فإذا أحصن بالزواج ثم زنين فعليهن نصف ما على الحرائر من عقوبة الزنى، وهو الجلد خمسون جلدة، وأما الرجم فلا ينصف، فلا رجم على الأمة إذا زنت
[ ذلك لمن خشي العنت منكم ] أي إنما يباح نكاح الإماء لمن خاف على نفسه الوقوع في الزني
[ وأن تصبروا خير لكم ] أي صبركم وتعففكم عن نكاحهن أفضل لئلا يصير الولد رقيقا، وفي الحديث (من أراد أن يلقى الله طاهرا مطهرا فلينكح الحرائر)
[ والله غفور رحيم ] أي واسع المغفرة عظيم الرحمة
[ يريد الله ليبين لكم ] أي يريد الله أن يفصل لكم شرائع دينكم، ومصالح دنياكم
[ ويهديكم سنن الذين من قبلكم ] أي يرشدكم إلى طرائق الأنبياء والصالحين لتقتدوا بهم
[ ويتوب عليكم ] أي يقبل توبتكم فيما اقترفتموه من الإثم والمحارم
[ والله عليم حكيم ] أي عليم بأحوال العباد (حكيم) في تشريعه لهم
[ والله يريد أن يتوب عليكم ] كرره ليؤكد سعة رحمته تعالى على العباد، أي يحب بما شرع من الأحكام أن يطهركم من الذنوب والأثام، ويريد توبة العبد ليتوب عليه
[ ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما ] أي يريد الفجرة أتباع الشيطان أن تعدلوا عن الحق إلى الباطل، وتكونوا فسقة فجرة مثلهم
[ يريد الله أن يخفف عنكم ] أي يريد تعالى بما يسر وخفف، أن يسهل عليكم أحكام الشرع
[ وخلق الإنسان ضعيفا ] أي عاجزا عن مخالفة هواه، لا يصبر عن اتباع الشهوات.. ثم حذر تعالى من أكل أموال الناس بالباطل فقال
[ يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ] أي يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله لا يأكل بعضكم أموال بعض بالباطل، وهو كل طريق لم تبحه الشريعة، كالسرقة، والخيانة، والغصب، والربا، والقمار، وما شاكل ذلك
[ إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ] أي إلا ما كان بطريق شرعي شريف، كالتجارة التي أحلها الله، قال ابن كثير : الاستثناء منقطع أي لا تتعاطوا الأسباب المحرمة فى اكتساب الأموال، لكن المتاجر المشروعة التي تكون عن تراض من البائع والمشتري فافعلوها
[ ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ] أي لا يسفك بعضكم دم بعض، والتعبير عنه بقتل النفس للمبالغة في الزجر، أو هو على ظاهرة ويراد به (الانتحار). وذلك من رحمته تعالى بكم
[ ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما ] أي ومن يرتكب ما نهى الله عنه معتديا ظالما، لا سهوا ولا خطأ
[ فسوف نصليه نارا ] أي ندخله نارا عظيمة يحترق فيها
[ وكان ذلك على الله يسيرا ] أي هينا يسيرا لا عسر فيه، لأنه تعالى لا يعجزه شيء
[ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ] أي إن تتركوا أيها المؤمنون الذنوب الكبائر، التي نهاكم الله عز وجل عنها، نمح عنكم صغائر الذنوب بفضلنا ورحمتنا
[ وندخلكم مدخلا كريما ] أي ندخلكم الجنة دار الكرامة والنعيم، التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قل بشر!
البلاغة :
تضمنت الآيات أنواعا من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :
١- المجاز المرسل في [ حرمت عليكم أمهاتكم ] أي حرم عليكم نكاح الأمهات فهو على حذف مضاف.
٢- الطباق بين [ حرمت.. وأحل ] وفي [ محصنين.. ومسافحين ] وفي [ كبائر.. وسيئاتكم ] لأن المراد بالسيئات الصغائر من الذنوب.


الصفحة التالية
Icon