٣- الكناية في [ اللاتي دخلتم بهن ] فهو كناية عن الجماع كقولهم : بنى عليها، وضرب عليها الحجاب، أي خلا بها للجماع.
٤- الاستعارة في [ وآتوهن أجورهن ] استعار لفظ الأجور للمهور، لأن المهر يشبه الأجر في الصورة، فشبة المهور بالأجور، وهي استعارة لطيفة.
٥- الجناس المغاير في [ تنكحوا ما نكح ] وفي [ أرضعنكم.. من الرضاعة ] وفي [ محصنات فإذا أحصن ] والإطناب في مواضع، والحذف في مواضع.
الفوائد :
الأولي : استنبط العلماء من آية المحرمات القاعدة الآتية وهي (العقد على البنات يحرم الأمهات، والدخول بالأمهات يحرم البنات).
الثانية : حمل بعض الروافض والشيعة قوله تعالي [ فما استمتعتم به منهن ] على نكاح المتعة وهو خطأ فاحش، لأن الغرض من الاستمتاع في الآية التمتع بالنساء عن طريق الجماع، لا نكاح المتعة، فقد ثبت حرمة نكاح المتعة بالسنة والإجماع، ولا عبرة بما خالف ذلك.
الثالثة : قال ابن عباس : الكبيرة كل ذنب ختمه الله بنار، أو غضب، أو لعنة، أو عذاب.
الرابعة : روي سعيد بن جبير أن رجلا قال لابن عباس : الكبائر سبع ؟ قال : هي إلى السبعمائة أقرب منها إلى السبع، ولكن لا كبيرة مع استغفار، ولا صغيرة مع إصرار، ذكره القرطبي.
قال تعالي :[ ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض.. إلى.. إن الله كان عفوا غفورا ] من الآية (٣٢) إلى نهاية الآية (٤٣).
المناسبة :
لما ذكر تعالى المحرمات من النساء وذكر قبلها تفضيل الله الرجال عليهن في الميراث، جاءت الآيات تنهى عن تمني ما خص الله به كلا من الجنسين، لأنه سبب للحسد والبغضاء، ثم ذكر تعالى حقوق كل من الزوجين على الآخر، وأرشد إلى الخطوات التي ينبغي التدرج بها في حالة النشوز والعصيان.
اللغة :
[ موالي ] المولي : الذي يتولى غيره يقال للعبد مولى وللسيد مولى، لأن كلا منهما يتولى الآخر، والمراد به هنا الورثة والعصبة
[ قوامون ] قوام : مبالغة من القيام على الأمر بمعنى حفظه ورعايته أي يقومون عليهن قيام الولاة على الرعية
[ قانتات ] مطيعات وأصل القنوت دوام الطاعة
[ نشوزهن ] عصيانهن وترفعهن، وأصله المكان المرتفع ومنه تل ناشز، ويقال : نشزت المرأة إذا ترفعت على زوجها وعصته
[ المضاجع ] جمع مضجع وهو المرقد
[ شقاق ] الشقاق : الخلاف والعداوة مأخوذ من الشق بمعنى الجانب، لأن كلا من المتشاقين يكون في شق غير شق صاحبه أي في ناحية
[ الجنب ] البعيد الذى ليس له قرابة تربطه بجاره، وأصل الجنابة : البعد
[ مختالا ] المختال : ذو الخيلاء والكبر
[ مثقال ] وزن
[ الغائط ] الحدث واصله المطمئن من الأرض، فقد كانوا إذا أرادوا قضاء الحاجة أتوا منخفضا من الأرض، فكنى عن الحدث بالغائط، وهي كناية لطيفة.
سبب النزول :
أ- عن مجاهد قال : قالت " أم سلمة " يا رسول الله : يغزو الرجال ولا نغزو، وإنما لنا نصف الميراث ؟ فأنزل الله [ ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ] الآية.
ب- روي أن سعد بن الربيع- وكان نقيبا من نقباء الأنصار – نشزت عليه امرأته " حبيبة بنت زيد " فلطمها، فانطلق أبوها معها إلى رسول الله (ص) فقال : أفرشته كريمتي فلطمها!! فقال النبي (ص) : لتقتص منه، فنزلت [ الرجال قوامون على النساء ] فقال(ص) :" أردنا أمرا وأراد الله أمرا، والذي أراد الله خير ".
التفسير :
[ ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ] أي لا تتمنوا أيها المؤمنون ما خص الله تعالى به غيركم من أمر الدنيا أو الدين، فإن ذلك يؤدي إلى التحاسد والتباغض، قال الزمخشري : نهوا عن الحسد وعن تمني ما فضل الله بعض الناس على بعض، من الجاه والمال، لأن ذلك التفضيل قسمة من الله صادرة عن حكمة وتدبير، وعلم بأحوال العباد


الصفحة التالية
Icon