[ الطاغوت ] كل ما عبد من دون الله، من حجر أو بشر أو شيطان، وقيل : هو اسم للشيطان
[ نقيرا ] النقير : النقطة التي على ظهر النواة
[ نصليهم ] ندخلهم.
التفسير :
[ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ] الاستفهام للتعجيب من سوء حالهم والتحذير عن موالاتهم، أي ألا تعجب يا محمد إلى الذين أعطوا حظا من علم التوراة وهم أحبار اليهود
[ يشترون الضلالة ] أي يختارون الضلالة على الهدى، ويؤثرون الكفر على الإيمان
[ ويريدون أن تضلوا السبيل ] أي ويريدون لكم يا معشر المؤمنين أن تضلوا طريق الحق لتكونوا مثلهم
[ والله أعلم بأعدائكم ] أي هو تعالى أعلم بعداوة هؤلاء اليهود الضالين منكم فاحذروهم
[ وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا ] أي حسبكم أن يكون الله وليا وناصرا لكم، فثقوا به واعتمدوا عليه وحده، فهو تعالى يكفيكم مكرهم.. ثم ذكر تعالى طرفا من قبائح اليهود اللعناء فقال
[ من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ] أي من هؤلاء اليهود فريق يبدلون كلام الله في التوراة، ويفسرونه بغير مراد الله، قصدا وعمدا، فقد غيروا نعت محمد(ص) وأحكام الرجم وغير ذلك
[ ويقولون سمعنا وعصينا ] أي ويقولون لك إذا دعوتهم للإيمان : سمعنا قولك، وعصينا أمرك، قال مجاهد : سمعنا ما قلته يا محمد ولا نطيعك فيه، وهذا أبلغ فى الكفر والعناد
[ واسمع غير مسمع ] أي اسمع ما نقول لا سمعت، والكلام ذو وجهين يحتمل الخير والشر، واصله للخير أي لا سمعت مكروها، ولكن اليهود الخبثاء كانوا يقصدون به الدعاء على الرسول (ص) أي لا أسمعك الله، وهو دعاء بالصمم أو بالموت
[ وراعنا ] أى ويقولون فى اثناء خطابهم " راعنا " وهي كلمة سب من الرعونة وهي الحمق، فكانوا سخرية وهزؤا برسول الله (ص) يكلمونه بكلام محتمل، ينوون به الشتيمة والاهانة، ويظهرون به التوقير والاكرام، ولهذا قال تعالى
[ ليا بالسنتهم وطعنا في الدين ] أى فتلا وتحريفا عن الحق الى الباطل، وقدحا في الاسلام، قال ابن عطية : وهذا موجود حتى الان في اليهود، وقد شاهدناهم يربون اولادهم الصغار على ذلك، ويحفظونهم ما يخاطبون به المسلمين، مما ظاهره التوقير، ويريدون به التحقير
[ ولو انهم قالوا سمعنا واطعنا ] أى عوضا من قولهم (سمعنا وعصينا)
[ واسمع وانظرنا ] أى عوضا عن قولهم (غير مسمع وراعنا) أى لو ان هؤلاء اليهود قالوا للرسول (ص) ذلك القول اللطيف بدل ذلك القول الشنيع
[ لكان خيرا لهم وأقوم ] أي لكان قولهم هذا أفضل وأنفع، وأعدل وأصوب
[ ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا ] أي ولكنهم لم يقولوا ما هو أنفع، فلذلك لعنهم الله أي أبعدهم الله عن الهدى وعن رحمته، بسبب كفرهم السابق، فلا يؤمنون إلا إيمانا قليلا قال الزمخشري : أي ضعيفا ركيكا لا يعبأ به وهو إيمانهم ببعض الكتب والرسل.. ثم توعدهم تعالى بالطمس وإذهاب الحواس فقال سبحانه
[ يا ايها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا ] أي يا معشر اليهود آمنوا بالقرآن الذي نزلناه على محمد (ص)
[ مصدقا لما معكم ] أي مصدقا للتوراة
[ من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها ] أي نطمس منها الحواس من (أنف أو عين أو حاجب) حتي تصير كالأدبار، وهذا تشويه عظيم لمحاسن الإنسان وهو قول ابن عباس ((وهو اختير الطبري حيث قال : أي من قبل أن نطمس أبصارها ونمحو آثارها فنسويها كألاقفاء فنجعل أبصارها في أدبارها فيمشون القهقرى)).
[ أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت ] أي نمسخهم كما مسخنا أصحاب السبت، وهم الذين اعتدوا في السبت، فمسخهم الله قردة وخنازير
[ وكان أمر الله مفعولا ] أي إذا أمر بأمر فإنه نافذ كائن لا محالة