[ ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله ] أى ومن خرج من بلده مهاجرا من ارض الشرك، فارا بدينه الى الله ورسوله، ثم مات قبل بلوغه دار الهجرة، فقد ثبت اجر هجرته على الله تعالى
[ وكان الله غفورا رحيما ] أى ساترا على العباد رحيما بهم
[ وإذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ] أى وإذا سافرتم للغزو أو التجارة او غيرهما، فلا إثم عليكم ان تقصروا من الصلاة فتصلوا الرباعية ركعتين
[ ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا ] أى ان خشيتم ان ينالكم مكروه من اعدائكم الكفرة، وذكر " الخوف " ليس للشرط، وانما هو لبيان الواقع حيث كانت أسفارهم لا تخلو من خوف العدو لكثرة المشركين، ويؤيده حديث " يعلى بن امية " قال " قلت لعمر بن الخطاب : ان الله يقول :[ ان خفتم ] وقد أمن الناس فقال : عجبت مما عجبت منه، فسألت رسول الله (ص) عن ذلك فقال :" صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته "
[ ان الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا ] أى ان الكافرين أعداء لكم مظهرون للعداوة، ولا يمنعهم فرصة اشتغالكم ثمناجاة الله ان يقتلوكم
[ وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم ] أى وإذا كنت معهم يا محمد وهم يصلون صلاة الخوف في الحرب، فلتأتم بك طائفة منهم، وهم مدججون بأسلحتهم احتياطا، ولتقم الطائفة الاخرى في وجه العدو
[ فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك ] أى فإذا فرغت الطائفة الاولى من الصلاة، فلتأت الطائفة التي لم تصل إلى مكانها لتصلي خلفك
[ وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ] أى وليكونوا حذرين من عدوهم، متأهبين لقتالهم بحملهم السلاح
[ ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ] أى تمنى أعدائكم إن تنشغلوا عن أسلحتكم وأمتعتكم، فيأخذونكم على حين غرة، ويشدون عليكم شدة واحدة، فيقتلونكم وانتم تصلون، والمعنى : لا تتشاغلوا بأجمعكم بالصلاة، قيتمكن عدوكم منكم، ولكن أقيموها على ما أمرتم به
[ ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم ] أى لا إثم عليكم في حالة المطر أو المرض، أن لا تحملوا أسلحتكم اذا ضعفتم عنها
[ وخذوا حذركم ] أى كونوا متيقظين، واحترزوا من عدوكم ما استطعتم
[ ان الله أعد للكافرين عذابا مهينا ] أى أعد لهم عذابا مخزيا مع الاهانة.. روي عن أبى عياشى الزرقي قال :(كنا مع رسول الله (ص) بعسفان، فأستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد- وهم بيننا وبين القبلة - فصلى بنا رسول الله (ص) الظهر، فقالوا : لقد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم ! ! ثم قالوا : يأتي عليهم الآن صلاة، هي أحب اليهم من أبنائهم وأنفسهم، قال : فنزل جبريل بهذه الآيات بين الظهر والعصر [ وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة) الآية.. ثم أمر تعالى بكثرة ذكره عقب صلاة الخوف فقال :
[ فاذا قضيتم الصلاة فأذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم ] أى فإذا فرغتم من الصلاة، فأكثروا من ذكر الله في حال قيامكم وقعودكم، واضطجاعكم، وإذكروه فى جميع الحا لات، لعله ينصركم على عدوكم
[ فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة ] أى فإذا أمنتم وذهب الخوف عنكم، فأتموا الصلاة وأقيموها كما أمرتم، بخشوعها وركوعها وسجودها، وجميع شروطها
[ إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ] أى فرضا محدودا بأوقات معلومة، لا يجوز تأخيرها عنه.. ثم حث تعالى على الجهاد والصبر عند الشدائد فقال :
[ ولا تهنوا في ابتغاء القوم ] أى لا تضعفوا في طلب عدوكم، بل جدوا فيهم وقاتلوهم، واقعدوا لهم كل مرصد


الصفحة التالية
Icon