[ فسوف نؤتيه أجرا عظيما ] أى فسوف نعطيه ثوابا جزيلا هو الجنة، قال الصاوي : والتعبير بسوف اشارة الى ان جزاء الاعمال الصالحة، في الاخرة لا في الدنيا، لأنها ليست دار جزاء
[ ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ] أى يخالف أمر الرسول فيما جاء به عن الله، من بعد ما ظهر له الحق بالمعجزات
[ ويتبع غير سبيل المؤمنين ] أى يسلك طريقا غير طريق المؤمنين، ويتبع منهاجا غير منهاجهم
[ نوله ما تولى ونصله جهنم ] أى نتركه مع اختياره الفاسد، وندخله جهنم، عقوبة له
[ وساءت مصيرا ] أى وساءت جهنم مرجعا لهم
[ ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ] أى لا يغفر ذنب الشرك، ويغفر ما دونه من الذنوب لمن يريد
[ ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ] أى فقد بعد عن طريق الحق والسعادة بعدا كبيرا
[ ان يدعون من دونه إلا إناثا ] أى ما يعبد هؤلاء المشركون من دون الله، إلا أواثانا سموها بأسماء الأناث (اللات والعزى، ومناة) قال في التسهيل : كانت العرب تسمي الاصنام بأسماء مؤنثة ((وهذا اختيار الطبري وهو الأصح، وقيل : إن المراد بالاناث الملائكة كقوله تعالى :﴿ليسمون الملائكة تسمية الأنثى﴾ فقد زعم المشركون أن الملائكة بنات الله )).
[ وان يدعون الا شيطانا مريدا ] أى وما يعبدون إلا شيطانا متمردا، بلغ الغاية في العتو والفجور، وهو " ابليس " الذي فسق عن أمر ربه
[ لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ] أى أبعده الله عن رحمته، فاقسم الشيطان قائلا : لأتخذن من عبادك، الذين ابعدتني من اجلهم (نصيبا)، أى حظا مقدرا معلوما ادعوهم الى طاعتي، من الكفرة والعصاة، وفي صحيح مسلم يقول الله تعالى لآدم يوم القيامة " ابعث بعث النار فيقول : وما بعث النار ؟ فيقول : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون "
[ ولأضلنهم ولأمنينهم ] أى لأصرفنهم عن طريق الهدى، واعدهم الاماني الكاذبة، وألقي فى قلوبهم طول الحياة، وان لا بعث ولا حساب
[ ولآمرنهم فليبتكن آذان الانعام ] أى ولآمرنهم بتقطيع أذان الانعام، قال قتادة : يعني تشقيقها وجعلها علامة للبحيرة والسائبة، كما كانوا يفعلون في الجاهلية
[ ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ] أى ولآمرنهم بتغيير خلق الله كخصاء العبيد، والحيوان، والوشم وغيره، وقيل : المراد به تغيير (دين الله ) بالكفر والمعاصي واحلال ما حرم الله، وتحريم ما أحل
[ ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله ] أى ومن يتول الشيطان ويطعه ويترك أمر الله
[ فقد خسر خسرانا مبينا ] أى خسر دنياه وأخرته، لمصيره الى النار المؤبدة، وأى خسران أعظم من هذا ؟ ثم قال تعالى عن ابليس
[ يعدهم ويمنيهم ] أى يعدهم بالفوز والسعادة، ويمنيهم بالاكاذيب والاباطيل، قال ابن كثير : هذا اخبار عن الواقع فإن الشيطان يعد أولياءه ويمنيهم، بإنهم هم الفائزون في الدنيا والاخرة، وقد كذب وافترى في ذلك
[ وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ] أى وما يعدهم الا باطلا وضلالا، قال ابن عرفة : الغرور ما له ظاهر محبوب وباطن مكروه، فهو مزين الظاهر، فاسد الباطن
[ اولئك مأواهم جهنم ] أي مصيرهم ومآلهم يوم القيامة نار جهنم
[ ولا يجدون عنها محيصا ] أى ليس لهم منها مفر ولا مهرب.. ثم ذكر تعالى حال السعداء الأبرار، وما لهم من الكرامة فى دار القرار فقال سبحانه :
[ والذين أمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ] أى مخلدين في دار النعيم، بلا زوال ولا انتقال
[ وعد الله حقا ] أى وعدا لا شك فيه ولا ارتياب