[ وإن إمراة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا ] أى وإذا علمت إمراة او شعرت من زوجها، الترفع عليها او الإعراض عنها بوجهه، بسبب الكره لها، لدمامتها، أو لكبر سنها، وطموح عينه إلى من هى أشب وأجمل منها
[ فلا جناح عليهما ان يصلحا بينهما صلحا ] أى فلا حرج ولا إثم على كل واحد من الزوجين من المصالحة، والتوفيق بينهما بإسقاط المرأة بعض حقوقها من نفقة، او كسوة، أو مبيت، لتستعطفه بذلك وتستديم مودته وصحبته. روى ابن جرير عن عائشة انها قالت : هذا الرجل يكون له إمراتان، إحداهما قد عجزت أو هى دميمة وهو لا يحبها، فتقول : لا تطلقنى وانت في حل من شأنى
[ والصلح خير ] أى والصلح خير من الفراق
[ وأحضرت الأنفس الشح ] أى جبلت الأنفس على الشح، وهو شدة البخل، فالمرأة لا تكاد تسمح بحقها من النفقة والاستمتاع، والرجل لا تكاد نفسه تسمح بان يقسم لها، وان يمسكها إذا رغب عنها وأحب غيرها
[ وإن تحسنوا وتتقوا ] أى وإن تحسنوا في معاملة النساء، وتتقوا الله بترك الجور عليهن
[ فإن الله كان بما تعملون خبيرا ] أى فإن الله عالم ثما تعملون، وسيجزيكم عليه أوفر الجزاء.. ثم ذكر تعالى أن العدل المطلق بين النساء، بالغ من الصعوبة مبلغا لا يكاد يطاق، وهو كالخارج عن حد الاستطاعة فقال :
[ ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ] أى لن تستطيعوا أيها الرجال ان تحققوا العدل التام، الكامل بين النساء، وتسؤوا بينهن في المحبة، والأنس، والاستمتاع
[ ولو حرصتم ] أى ولو بذلتم كل جهدكم، لأن التسوية فى المحبة وميل القلب، ليست ثمقدور الانسان
[ فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة ] أى لا تميلوا عن المرغوب عنها ميلا كاملا، فتجعلوها كالمعلقة التي ليست بذات زوج ولا مطلقة، شبهت بالشيء المعلق بين السماء والارض، فلا هي مستقرة على الارض، ولا هي في السماء، وهذا من ابلغ التشبيه
[ وان تصلحوا وتتقوا ] أى وان تصلحوا ما مضى من الجور، وتتقوا الله بالتمسك بالعدل
[ فان الله كان غفورا رحيما ] أى يغفر ما فرط منكم ويرحمكم
[ وان يتفرقا يغن الله كلا من سعته ] أى وإن يفارق كل واحد منهما صاحبه، فان الله يغنيه بفضله ولطفه، بأن يرزقه زوجا خيرا من زوجه، وعيشا اهنأ من عيشه
[ وكان الله واسعا حكيما ] أى واسع الفضل على العباد، حكيما في تدبيره لهم
[ ولله ما في السموات وما في الارض ] أى ملكا وخلقا وعبيدا
[ ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم ] أى وصينا الأولين والآخرين، وآمرناكم ثما آمرناهم به، من امتثال الامر والطاعة
[ ان اتقوا الله ] أى وصيناكم جميعا بتقوى الله وطاعته
[ وان تكفروا فان لله ما في السموات والارض ] أى وان تكفروا فلا يضره تعالى كفركم، لانه مستغني عن العباد، وهو المالك لما في السموات والارض
[ وكان الله غنيا حميدا ] أى غنيا عن خلقه، محمودا في ذاته، لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين
[ ولله ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا ] أى كفى بالله حافظا لأعمال عباده
[ ان يشأ يذهبكم أيها الناس ويأتى بآخرين ] أى لو أراد الله لأهلككم وأفناكم، وأتى بآخرين غيركم
[ وكان الله على ذلك قديرا ] أى قادرا على ذلك
[ من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والاخرة وكان الله سميعا بصيرا ] أى من كان يريد بعمله اجر الدنيا، فعند الله ما هو أعلى وأسمى، وهو أجر الدنيا والاخرة، فلم يطلب الاخس ولا يطلب الأعلى ؟ فليسأل العبد ربه خيري الدنيا والآخرة، فهو تعالى سميع لأقوال العباد، بصير بأعمالهم.
البلاغة :
تضمت الآيات أنواعا من الفصاحة والبيان والبديع نوجزها فيما يلي :