١- الاستعارة في [ أسلم وجهه لله ] استعار الوجه للقصد والجهة، وكذلك في قوله :[ وأحضرت الانفس الشح ] لأن الشح لما كان غير مفارق للأنفس، كان كأنه أحضرها فاستعار الاحضار للملازمة.
٢ - الجناس المغاير في [ ضل.. ضلالا ] وفي [ خسر.. خسرانا ] وفي [ احسن.. محسن ] وفي [ صلحا.. والصلح ] وفي [ تميلوا كل الميل ].
٣ - التشبيه في [ فتذروها كالمعلقة ] وهو تشبيه مرسل مجمل.
٤ - الاطناب والايجاز في عدة مواضع.
تنبيه :
العدل المقصود في هذه الآية هو العدل في المحبة القلبية فقط وإلا لتناقضت مع الآية السابقة [ مثنى وثلاث ورباع ] وقد كان (ص) يقسم بين نسائه فيعدل ويقول :" اللهم هذا قسمى فيم أملك فلا تؤاخذنى فيم تملك ولا أملك " يعني بذلك المحبة القلبية ويدل على هذا قوله تعالى :[ قتذروها كالمعلقة ]، واما ما يدعو اليه بعض من يتسمون ب " المجددين " من وجوب التزوج بواحدة فقط، بدليل هذه الآية، فلا عبرة به، وهو باطل محض، ترده الشريعة الغراء، والسنة النبوية المطهرة، وكفانا الله شر علماء السوء.!
قال تعالى :[ ياأيها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط.. الى.. وكان الله شاكرا عليما ] من الآية (١٣٥ ) الى نهاية الآية (١٤٧ )
المناسبة :
لما أمر تعالى بالاحسان الى النساء والعدل في معاملتهن، أمر هنا بالعدل العام في جميع الاحكام، ودعا الى أداء الشهادة على الوجه الأكمل، سواء كان المشهود عليه غنيا أو فقيرا، وحذر من إتباع الهوى.
اللغة :
[ تلووا ] الليى : الدفع، يقال : لويت فلانا حقه إذا دفعته ومطلته ومنه الحديث :" لى الواجد ظلم " أى مطل الغني ظلم
[ يخوضوا ] الخوض : الاقتحام في الشيء ومنه خوض الماء
[ نستحوذ ] الاستحواذ : الاستيلاء والتغلب، يقال : استحوذ على كذا اذا غلب عليه، ومنه قوله تعالى :
[ استحوذ عليهم الشيطان ]
[ مذبذبين ] الذبذبة : التحريك وا لاضطراب يقال ذبذبته فتذبذب، والمذبذب : المتردد بين أمرين
[ الدرك ] بسكون الراء وفتحها ثمعنى الطبقة وهي لما تسافل. قال ابن عباس : الذرك لأهل النار، كالدرج لأهل الجنة الا ان الدرجات بعضها فوق بعض، والدركات بعضها أسفل من بعض).
التفسير :
[ يأيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط ] أى يا من أمنتم بالله وصدقتم بكتابه، كونوا مجتهدين في اقامة العدل والاستقامة، وأتى بصيغة المبالغة في [ قوامين ] حتى لا يكون منهم جور أبدا.
[ شهداء لله ] أى تقيمون شهاداتكم لوجه الله، دون تحيز ولا محاباة
[ ولو على أنفسكم أو الوالدين والاقربين ] أى ولو كانت تلك الشهادة على أنفسكم، أو على أبائكم أو أقربائكم، فلا تمنعنكم القرابة ولا المصلحة، عن أداء الشهادة على الوجه الاكمل، فان الحق حاكم على كل انسان
[ ان يكن غنيا او فقيرا ] اي ان يكن المشهود عليه (غنيا) فلا يراعى لغناه، أو (فقير " فلا يمتنع من الشهادة عليه، ترحما واشفاقا
[ فالله اولى بهما ] أى فالله أولى بالغني والفقير، وأعلم ثما فيه صلاحهما، فراعوا أمر الله فيما أمركم به، فإنه اعلم ثمصالح العباد منكم
[ فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا ] أى فلا تتبعوا هوى النفس مخافة أن تعدلوا بين الناس. قال ابن كثير : أى لا يحملنكم الهوى والعصبية، على ترك العدل فى شؤونكم، بل الزموا العدل على كل حال.
[ وان تلووا أو تعرضوا ] أى وان تلووا ألسنتكم عن شهادة الحق، أو تعرضوا عن اقامتها رأسا
[ فان الله كان بما تعملون خبيرا ] فيجازيكم عليه
[ يا ايها الذين أمنوا آمنوا بالله ورسوله ] اى اثبتوا على الايمان ودوموا عليه
[ والكتاب الذي نزل على رسوله ] أى أمنوا بالقرآن الذي نزل على محمد (ص)