[ يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم ] أى يا أيها الناس قد جاءكم محمد بالدين الحق، والشريعة السمحة من عند ربكم
[ فآمنوا خيرا لكم ] أى صدقوا ما جاءكم من عند ربكم، يكن الايمان خيرا لكم
[ وأن تكفروا فإن لله ما في السموات والارض ] أى وان تستمروا على الكفر فان الله غني عنكم، لا يضره كفركم، إذ له ما في الكون ملكا وخلقا وعبيدا
[ وكان الله عليما حكيما ] أى عليما بأحوال العباد، حكيما فيما دبره لهم.. ولما رد تعالى على شبه اليهود فيما سبق، أخذ في الرد على ضلالات النصارى، في إفراطهم في تعظيم المسيح حيث عبدوه من دون الله فقال سبحانه :
[ يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ] أى يا معشر النصارى لا تتجاوزوا الحد في أمر الدين، بإفراطكم في شأن المسيح وإدعاء الوهيته
[ ولا تقولوا على الله الا الحق ] أى لا تصفوا الله بما لا يليق من الحلول والاتحاد واتخاذ الصاحبة والولد
[ إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ] أى ما عيسى الا رسول من رسل الله، وليس ابن الله كما زعمتم
[ وكلمته ألقاها الى مريم ] أى وقد خلق بكلمته تعالى " كن " من غير واسطة أب ولا نطفة
[ وروح منه ] أى ذو روح مبتدأة من الله، وهو أثر نفخة جبريل في صدر مريم، حيث حملت بتلك النفخة بعيسى، وإنما أضيف الى الله تشريفا وتكريما
[ فأمنوا بالله ورسله ] أى أمنوا بوحدانيته، وصدقوا رسله أجمعين
[ ولا تقولوا ثلاثة ] أى لا تقولوا الآلهة ثلاثة :(الله، والمسيح، ومريم )، أو الله ثلاثة :(الاب والابن وروح القدس )، فنهاهم تعالى عن التثليث، وأمرهم بالتوحيد، لأن الآله منزه عن التركيب وعن نسبة المركب اليه
[ انتهوا خيرا لكم ] أى انتهوا عن التثليث يكن ذلك خيرا لكم
[ انما الله اله واحد ] أى منفرد في الوهيته، وليس كما تزعمون انه ثالث ثلاثة
[ سبحانه ان يكون له ولد ] أى تنزه الله عن ان يكون له ولد
[ له ما في السموات وما في الارض ] خلقا وملكا وعبيدا، وهو تعالى لا يماثله شيء حتى يتخذه ولدا
[ وكفى بالله وكيلا ] تنبيه على غناه عن الولد، أى كفى الله ان يقوم بتدبير مخلوقاته وحفظها، فلا حاجة له إلى ولد أو معين، لأنه مالك كل شيء.. ثم رد تعالى على النصارى مزاعمهم الباطلة فقال سبحانه :
[ لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ] أى لن يأنف ويتكبر المسيح الذي زعمتم انه اله عن ان يكون عبدا لله
[ ولا الملائكة المقربون ] أى لا يستنكفون أيضا ان يكونوا عبيدا لله
[ ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا ] أى ومن يأنف ويتكبر عن عبادة الله سبحانه، فسيبعئهم يوم القيامة للحساب والجزاء
[ فأما الذين أمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ] أى يوفيهم ثواب أعمالهم
[ ويزيدهم من فضله ] أى بإعطائهم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر
[ وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ] أى وأما الذين أنفوا وتعظموا عن عبادته، فسيعذبهم الله عذابا موجعا شديدا
[ ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا ] أى ليس لهم من يتولاهم، أو ينصرهم من عذاب الله
[ يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم ] أى أتاكم حجة من الله، وهو (محمد) رسول الله (ص) المؤيد بالمعجزات الباهرة
[ وأنزلنا اليكم نورا مبينا ] أى انزلنا عليكم القرآن ذلك النور الوضاء
[ فاما الذين أمنوا بالله واعتصموا به ] أى صدقوا بوحدانية الله، وتمسكوا بكتابه المنير
[ فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ] أي سيدخلهم في جنته دار الخلود
[ ويهديهم اليه صراطا مستقيما ] أى يهديهم إلى دين الاسلام في الدنيا، والى طريق الجنة في الاخرة
[ يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ] أى يستفتونك يا محمد في شأن الميت، إذا مات ولم يكن له والد، او ولد، من يرثه ؟