[ يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه ] خطاب على وجه التحذير والوعيد، والمعنى : يا معشر المؤمنين من يرجع منكم عن دينه الحق، ويبدله بدين آخر، ويرجع عن الايمان الى الكفر ((في الآية إعلام بارتداد بعض المسلمين فهو إخبار بالغيب قبل وقوعه، وقد ارتد عن الاسلام فرق كثيرة، منهم من ارتد فى عهد رسول الله (ص) ومنهم في عهد أبي بكر، وقد ارتد بنو حنيفة قوم " مسيلمة الكذاب " وكتب مسيلمة إلى رسول الله (ص) من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله أما بعد : فان الارض نصفها لي ونصفها لك فأجابه عليه السلام : من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب أما بعد : فان الارض لله يورثهأ من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ))
[ فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه ] أى فسوف يأتي الله مكانهم بأناس مؤمنين يحبهم الله ويحبون الله
[ أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ] أى رحماء متواضعين للمؤمنين، أشداء متعززين على الكافرين، قال ابن كثير : وهذه صفات المؤمنين الكمل، ان يكون أحدهم متواضعا لاخيه متعززا على عدوه كقوله تعالى :[ أشداء على الكفار رحماء بينهم ] ومن علامة حب الله تعالى للمؤمن ان يكون لين الجانب، متواضعا لإخوانه المؤمنين، متسربلا بالعزة حيال الكافرين والمناققين
[ يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ] أى يجاهدون لإعلاء كلمة الله، ولا يبالون بمن لامهم، فهم صلاب قي دين الله لا يخافون في ذات الله أحدا
[ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ] أى من اتصف بهذه الاوصاف الحميدة فإنما هو من فضل الله عليه وتوفيقه له
[ والله واسع عليم ] أى واسع الافضال والاحسان، عليم بمن يستحق ذلك.. ثم لما نهاهم تعالى عن موالاة الكفرة ذكر هنا من هم حقيقون بالموالاة فقال
[ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ] أى ليس اليهود والنصارى بأوليائكم، إنما أولياؤكم الله ورسوله والمؤمنون
[ الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ] أى المؤمنون المتصفون بهذه الاوصاف الجليلة : من اقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وهم خاشعون متواضعون لله عز وجل، قال في التسهيل : ذكر تعالى (الولى ) بلفظ المفرد [ وليكم ] إفرادا لله تعالى بهما، ثم عطف على اسمه تعالى الرسول، والمؤمنين على سبيل التبع، ولو قال " إنما أولياؤكم " لم يكن في الكلام أصل وتبع
[ ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ] أى من يتول الله ورسوله والمؤمنين، فإنه من حزب الله، وهم الغالبون القاهرون لاعدائهم
[ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا ] أى لا تتخذوا أعداء الدين الذين يسخرون من دينكم ويهزءون
[ من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء ] أى من هؤلاء المستهزئين " اليهود والنصارى " وسائر الكفرة، أولياء لكم تودونهم وتحبونهم وهم أعداء لكم، فمن إتخذ دينكم سخرية، لا يصح لكم ان تصادقوه أو توالوه، بل يجب ان تبغضوه وتعادوه
[ واتقوا الله ان كنتم مؤمنين ] أى اتقوا الله في موالاة الكفار والفجار، ان كنتم مؤمنين حقا.. ثم بين تعالى جانبا من استهزائهم فقال


الصفحة التالية
Icon