١ - [ لستم على شيء ] في هذا التعبير من التحقير والتصغير ما لا غاية وراءه.
٢ - [ وما انزل اليكم من ربكم ] أضاف الإسم الجليل اليهم تلطفا معهم في الدعوة.
٣ - [ فلا تأس على القوم الكافرين ] لم يقل عليهم، وإنما وضع الظاهر [ القوم الكافرين ] مكان الضمير، للتسجيل عليهم بالرسوخ في الكفر.
٤ - [ والله بصير بما يعملون ] صيغة المضارع بدل الماضي [ بما عملوا ] لحكاية الحال الماضية، استحضارا لصورتها الفظيعة، ومراعاة لرءوس الآيات.
٥ - [ فقد حرم الله عليه الجنة ] إظهار الإسم الجليل [ حرم الله ] في موضع الإضمار لتهويل الأمر، وتربية المهابة في النفوس.
٦ - الاستعارة [ فعموا وصموا ] إستعار العمى والصمم للإعراض عن الهداية والإيمان، أى عموا عن رؤية الحق، وصموا عن سماع آيات الرحمن.
٧- [ انظر كيف نبين ] [ ثم انظر أنى يؤفكون ] قال ابو السعود : تكرير الأمر بالنظر للمبالغة في التعجيب، ولفظة " ثم " لإظهار ما بين العجبين من التفاوت، أى ان بياننا للآيات امر بديع، بالغ اقصى
الغايات من الوضوح والتحقيق، وإعراضهم عنها اعجب وابدع.
٨ - [ لئس ما كانوا يفعلون ] تقبيخ لسوء اعمالهم، وبعجيب منه بالتوكيد مع القسم.
الفوائد :
قال بعض المحققين في قوله تعالى [ قل اتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا ] إذا كان هذا في حق عيسى النبي ؟ فما ظنك بولي من الأولياء، هل يملك لهم نفعا او ضر
تنبيه :
- قال ابن كثير : دلت الآية [ وأمه صديقة ] على إن مريم ليست بنبية، كما زعمه ابن حزم وغيره، ممن ذهب الى نبوة سارة " ونبوة " ام موسى " استدلالا منهم بخطاب الملائكة لسارة ومريم، والذي عليه الجمهور أن الله لم يبعث نبيا الا من الرجال [ وما ارسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي اليهم ] وحكى الأشعري الإجماع على ذلك.
قال الله تعالى :[ لتجدن اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود.. الى.. وأتقوا الله الذي اليه تحشرون ] من اية (٨٢) الى نهاية اية (٩٦).
المناسبة :
لما ذكر تعالى احوال اليهود والنصارى وما هم عليه من الزيغ والضلال، ذكر هنا أن اليهود في غاية العداوة للمسلمين، ولذلك جعلهم تعالى قرناء للمشركين في شدة العداوة، وذكر أن النصارى ألين عريكة من اليهود وأقرب إلى المسلمين منهم، ثم لما استقصى المناظرة مع اهل الكتاب، عاد الى بيان الاحكام الشرعية، فذكر منها كفارة اليمين، وتحريم الخمر والميسر، وجزاء قتل الصيد فى حالة الاحرام، وغيرها من الأحكام.
اللغة :
[ قسيسين ] القس والقسيس اسم لرئيس النصارى، ومعناه العالم
[ رهبانا ] جمع راهب، وأصله من الرهبة بمعنى المخافة، والرهبانية والترهب التعبد في الصومعة
[ تفيض ] الفيض ان يمتلىء الإناء ويسيل من شدة الامتلاء، يقال : فاض الماء، وفاض الدمع، قال الشاعر : ففاضت دموع العين مني صبابة على النحرحتى بل دمعي محملي
[ رجس ] قال الزجاج : الرجس : إسم لكل ما استقذر من عمل، ويقال للعذرة والأقذار : رجس، لإنها قذارة ونجاسة
[ الجحيم ] النار الشديدة الإتقاد
[ والصيد ] كل ما يصطاد من حيوان وطير وغيره، فالصيد يطلق على المصيد، قال الشاعر : صيد الملوك أرانب وثعالب وإذا ركبت فصيدي الأبطال
سبب
سبب النزول :
ا - عن ابن عباس أن رجلا أتى النبي (ص) فقال يا رسول الله : إني إذا أكلت هذا اللحم انتشرت للنساء، واخذتني شهوتي، وإني حرمت علي اللحم، فأنزل الله :[ يا ايها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم ] الآية.
ب - عن أنس قال : كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر، في بيت " أبى طلحة " وما شرابهم إلا الفضيخ والبسر والتمر، وإذا مناد ينادي إن الخمر قد حرمت قال : فأريقت في سكك المدينة، فقال ابو


الصفحة التالية
Icon