[ لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ] أى لا يؤاخذكم بما يسبق اليه اللسان من غير قصد الحلف، كقولكم : لا والله، وبلى والله
[ ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان ] أى ولكن يؤاخذكم بما وثقتم الأيمان عليه، بالقصد والنية اذا حنثتم
[ فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون اهليكم ] أى كفارة اليمين عند الحنث، أن تطعموا عشرة مساكين، من الطعام الوسط الذي تطعمون منه أهليكم، قال ابن عباس : أى من أعدل ما تطعمون أهليكم، وقال ابن عمر : الأوسط الخبز والتمر، والخبز والزبيب، وخير ما نطعم اهلينا الخبز واللحم
[ او كسوتهم ] أى كسوة المساكين لكل مسكين ثوب يستر البدن
[ او تحرير رقبة ] أى إعتاق عبد مملوك لوجه الله، قال في البحر : واجمع العلماء على أن الحانث مخير بين (الإطعام، والكسوة، والعتق )
[ فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ] أي فمن لم يجد شيئا من الأمور المذكورة فكفارته صيام ثلاثة أيام متتابعة ((شرط الأحناف والحنابلة التتابع في الأيام، وقال الشافعي ومالك : لا يجب التتابع واختار الطبري أنه كيفما صامهن مفرقة أو متتابعة أجزأه كذا في الطبري ))
[ ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم ] أى هذه كفارة اليمين الشرعية عند الحنث
[ واحفظوا أيمانكم ] أى احفظوها عن الإبتذال ولا تحلفوا الا لضرورة، قال ابن عباس : أى لا تحلفوا، وقال إبن جرير : أى لا تتركوها بغير تكفير
[ كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون ] أى مثل ذلك التبيين، يبين الله لكم الأحكام الشرعية ويوضحها، لتشكروه على هدايته وتوفيقه لكم
[ يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر ] قال ابن عباس : الخمر جميع الأشربة التي تسكر، والميسر القمار كانوا يتقامرون به في الجاهلية
[ والأنصاب والأزلام ] أى الاصنام المنصوبة للعبادة والاقداح التي كانت عند سدنة البيت وخدام الاصنام، قال ابن عباس ومجاهد ؟ الأنصاب حجارة كانوا يذبحون قرابينهم عندها، والازلام : قداح كانوا يستقسمون بها
[ رجس من عمل الشيطان ] اي قذر ونجس تعافه العقول، وخبيث مستقذر من تزيين الشيطان
[ فإجتنبوه لعلكم تفلحون ] أى اتركوه وكونوا في جانب آخر، بعيدين عن هذه القاذورات، لتفوزوا بالثواب العظيم
[ إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ] أى ما يريد الشيطان بهذه الرذائل، إلا إيقاع العداوة والبغضاء بين المؤمنين، في شربهم الخمر ولعبهم بالقمار
[ ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة ] أى ويمنعكم بالخمر والميسر عن ذكر الله الذي به صلاح دنياكم وآخرتكم، وعن الصلاة التي هي عماد دينكم، قال ابو حيان : ذكر تعالى في الخمر والميسر مفسدتين : إحداهما دنيوية، والأخرى دينية، فأما الدنيوية فإن الخمر تثير الشرور والاحقاد وتئول بشاربها الى التقاطع، وأما الميسر فإن الرجل لا يزال يقامر حتى يبقى سليبا لا شيء له، وينتهي الى أن يقامر حتى على أهله وولده، وأما الدينية فالخمر لغلبة السرور والطرب بما تلهي عن ذكر الله وعن الصلاة، والميسر- سواء كان غالبا او مغلوبا - يلهي عن ذكر الله
[ فهل أنتم منتهون ] الصيغة للإستفهام ومعناه الأمر أى إنتهوا، ولذلك قال عمر : إنتهينا ربنا انتهينا ! ! وهذا الإستفهام من أبلغ ما ينهى به، كأنه قيل : قد تلي عليكم ما فيهما من المفاسد القبيحة، التي توجب الإنتهاء، فهل أنت منتهون ؟ أم باقون على حالكم ؟
[ واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا ] أى اطيعوا أمر الله وأمر رسوله، واحذروا مخالفتهما
[ فإن توليتم ] أى أعرضتم ولم تعملوا بأمر الله ورسوله


الصفحة التالية
Icon