[ وطعامه متاعا لكم وللسيارة ] أى وما يطعم من صيده كالسمك وغيره، منفعة وقوتا لكم، وزادا للمسافرين يتزودونه في أسفارهم
[ وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما ] أى وحرم عليكم صيد البر ما دمتم محرمين
[ واتقوا الله الذي اليه تحشرون ] أى خافوا الله الذي تبعثون اليه يوم القيامة، فيجازيكم على أعمالكم، وهو وعيد وتهديد.
البلاغة :
١ - بين لفظ [ عداوة.. ومودة ] طباق وهو من المحسنات البديعية.
٢ - [ تفيض من الدمع ] في الآية استعارة لطيفة، أى تمتلىء بالدمع، فاستعير له الفيض مبالغة، او جعلت أعينهم من فرط البكاء تفيض بانفسها.
٣ - [ تحرير رقبة ] مجاز مرسل أطلق الجزء وأراد الكل أى عتق إنسان.
٤ - [ فهل أنتم منتهون ] الإستفهام يراد به الأمر أى إنتهوا وهو من أبلغ ما ينهى به، قال ابو السعود : ولقد أكد تحريم الخمر والميسر في هذه الآية الكريمة بفنون التأكيد، حيث صدرت الجملة ب
" إنما " وقرنا بالأصنام والأزلام، وسميا رجسا من عمل الشيطان، وأمر بالإجتناب عن عينهما، وجعل ذلك سببا للفلاح، ثم ذكر ما فيهما من المفاسد الدنيوية والدينية، ثم أعيد الحث على الإنتهاء بصيغة الإستفهام [ فهل أنتم منتهون ] إيذانا بأن الأمر في الزجر والتحذير، قد بلغ الغاية القصوى.
فائدة :
التعبير بقوله تعالى [ فاجتنبوه ] نص في التحريم، ولكنه أبلغ في النهي والتحريم من لفظ " حرم " لان معناه البعد عنه بالكلية فهو مثل قوله تعالى :[ ولا تقربوا الزنى ] لان القرب منه اذا كان حراما، فيكون الفعل محرما من باب اولى، وكذلك هنا.
تنبيه :
لم يذكر في القرآن الكريم تعليل الاحكام الشرعية إلا بالايجاز أما هنا فقد ذكرت العلة بالتفصيل، فذكر تعالى منها إلقاء العداوة والبغضاء بين المؤمنين، والصد عن سبيل الله وذكره، وشغل المؤمنين عن الصلاة، ووصف الخمر والميسر بأنهما رجس، وأنهما من عمل الشيطان، وأن الشيطان يريد إغواء الانسان، وكل ذلك ليشير الى ضرر وخطر هاتين الرذيلتين (القمار والخمر) فتدبر أسرار القرآن العظيم
قال الله تعالى [ جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس.. الى قوله.. والله لا يهدي القوم الفاسقين ] من أية (٩٧) الى نهاية آية (١٠٨).
المناسبة :
لما ذكر تعالى في الآية المتقدمة ان الصيد على المحرم حرام، ذكر تعالى في هذه الآية انه جعل الكعبة قياما للناس، اذ ركز في قلوبهم تعظيمها بحيث لا يقع فيها أذى لأحد، فكما ان الحرم سبب لأمن الوحش والطير، فكذلك هو سبب لأمن الناس عن الآفات والمخافات، وسبب لحصول الخيرات والسعادات في الدنيا وا لاخرة.
اللغة :
[ البحيرة ] من البحر وهو الشق قال ابو عبيدة : وهي الناقة إذا نتجت خمسة أبطن في آخرها ذكر شقوا أذنها وخلوا سبيله فلا تركب ولا تحلب
[ السائبة ] البعير يسيب بنذر ونحوه
[ وصيلة ] الوصيلة من الغنم كانوا اذا ولدت الشاة سبعة أبطن وكان السابع ذكرا وأنثى قالوا قد وصلت اخاها فلم تذبح
[ حام ] : الفحل إذا نتج من صلبه عشرة أبطن يقال قد حمى ظهره، فلا يركب ولا يمنع من كلا ولا ماء
[ عثر ] ظهر يقال : عثرت منه على خيانة أى اطلعت وظهرت لي
[ الأوليان ] تثنية ولى بمعنى أحق.
سبب النزول :
ا - عن ابن عباس قال : كان قوم من المنافقين يسألون النبي (ص) استهزاء فيقول الرجل : من أبى ؟ ويقول الرجل تضل ناقته : أين ناقتي ؟ فأنزل الله [ يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء
إن تبد لكم تسؤكم.. ] الآية.


الصفحة التالية
Icon