[ قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين ] اي قل يا أيها الرسول لهؤلاء المستهزئين الساخرين : سافروا في الأرض فانظروا وتأملوا مإذا حل بالكفرة قبلكم، من العقاب وأليم العذاب، لتعتبروا بآثار من خلا من الأمم كيف أهلكهم الله وأصبحوا عبرة للمعتبرين
[ قل لمن ما في السموات والأرض ] أى قل يا محمد : لمن الكائنات جميعا خلقا وملكا وتصرفا ؟ والسؤال لإقامة الحجة على الكفار، فهو سؤال تبكيت
[ قل لله ] أى قل لهم تقريرا وتنبيها هي لله، لأن الكفار يوافقون على ذلك بالضرورة لأنه خالق الكل، إما بإعترافهم، أو بقيام الحجة عليهم
[ كتب على نفسه الرحمة ] أى ألزم نفسه الرحمة تفضلا وإحسانا والغرض التلطف في دعائهم إلى الإيمان وإنابتهم إلى الرحمن
[ ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ] أى ليحشرنكم من قبوركم مبعوثين إلى يوم القيامة الذي لا شك فيه ليجازيكم بأعمالكم
[ الذين خسروا أنغسهم فهم لا يؤمنون ] أى أضاعوها بكفرهم وأعمالهم السيئة في الدنيا، فهم لا يؤمنون ولهذا لا يقام لهم وزن في الآخرة، وليس لهم نصيب فيها سوى الجحيم والعذاب الأليم
[ وله ما سكن في الليل والنهار ] أى لله عز وجل ما حل واستقر في الليل والنهار، الجميع عباده وخلقه وتحت قهره وتصرفه، والمراد عموم ملكه تعالى لكل شىء
[ وهو السميع العليم ] أى السميع لأقوال العباد، العليم بأحوالهم
[ قل أفغير الله أتخذ وليا ] الاستفهام للتوبيخ أي قل يا محمد لهؤلاء المشركين أغير الله أتخذ معبودا ؟
[ فاطر السموات والأرض ] أى خالقهما ومبدعهما على غير مثال سابق
[ وهو يطعم ولا يطعم ] أى هو جل وعلا يرزق ولا يرزق، قال ابن كثير : اي هو الرازق لخلقه من غير احتياج إليهم
[ قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ] أى قل لهم يا محمد : إن ربي أمرني أن أكون أول من أسلم لله من هذه الأمة
[ ولا تكونن من المشركين ] أى وقيل لي : لا تكونن من المشركين، قال الزمخشري ومعناه : أمرت بالإسلام ونهيت عن الشرك
[ قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ] أى قل لهم أيضا : إنني أخاف إن عبدت غير ربي عذاب يوم عظيم، هو يوم القيامة
[ من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه ] أى من يصرف عنه العذاب فقد رحمه الله
[ وذلك هو الفوز المبين ] أى النجاة الظاهرة
[ وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ] أى إن تنزل بك يا محمد شدة، من فقر أو مرض، فلا رافع ولا صارف له إلا هو، ولا يملك كشفه سواه
[ وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ] أى وإن يصبك بخير من صحة ونعمة، فلا راد له، لأنه وحده القادر على إيصال الخير والضر، قال في التسهيل : والآية برهان على الوحدانية، لانفراد الله تعالى بالضر والخير، وكذلك ما بعد هذا من الأوصاف براهين ورد على المشركين
[ وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ] قال ابن كثير : أى هو الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كل شيء، وهو الحكيم في جميع أفعاله، الخبير بواضع الأشياء).
البلاغة :
١ - [ الحمد لله ] الصيغة تفيد القصر أى لا يستحق الحمد والثناء إلا الله رب العالمين، فهو من باب قصر (صفة على موصوف ).
٢ - [ جعل الظلمات والنور ] فيه من المحسنات البديعية الطباق.
٣ - [ ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ] اسلوب تعجيب واستبعاد أن يعدلوا به غيره، بعد وضوح آيات قدرته، ووضع الرب [ ربهم ] موضع الضمير لزيادة التشنيع والتقبيح عليهم، إذ يشركون بربهم الجليل الذي خلقهم ورباهم، . ، ما لا يسمع ولا ينفع ! !
٤ - [ سركم وجهركم ] بينهما طباق.
٥ - [ من قرن ] أى أهل قرن فهو (مجاز مرسل ) على حذف مضاف.
٦ - [ وأرسلنا السماء عليهم مدرارا ] المراد بالسماء المطر، عبر عنه بالسماء لأنه ينزل من السماء.