٧ - [ استهزىء برسل ] تنكير رسل للتفخيم والتكثير.
٨ - [ السميع العليم ] من صيغ المبالغة، لأن فعيل " من صيغ المبالغة.
فائدة :
في القرآن العظيم خمس سور ابتدأت ب [ الحمد لله ] وهي سورة الفاتحة [ الحمد لله رب العالمين ] والأنعام [ الحمد لله الذي خلق السموات والأرضر ] وسورة الكهف [ الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ] وسورة سبأ [ الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض ] وسورة فاطر [ الحمد لله فاطر السموات والأرض ] والغرض منها تعليم العباد حمد الله والثناء عليه
قال الله تعالى :[ قل أى شيء أكبر شهادة قل الله.. إلى.. فلا تكونن من الجاهلين ] من آية (١٩) الى نهاية آية (٣٥).
المناسبة :
لما أفاض جل ذكره في إقامة الدلائل والبراهين على قدرته ووحدانيته من أول السورة الكريمة، ذكر هنا شهادته تعالى على صدق نبوة محمد عليه السلام، ثم ذكر موقف الجاحدين للقرآن المكذبين للوحي، وحسرتهم الشديدة يوم القيامة.
اللغة :
[ لأنذركم ] الإنذار : إخبار فيه تخويف
[ فتنتهم ] الفتنة الاختبار
[ أكنة ] جمع كنان وهو الغطاء
[ وقرا ] ثقلا، يقال : وقرت أذنه إذا ثقلت أو صمت
[ أساطير ] خرافات وأباطيل، جمع أسطورة، قال الجوهري : الأساطير : الأباطيل والترهات
[ ينأون ] يبعدون يقال : نأى عنه إذا ابتعد
[ بغتة ] فجأة يقال : بغته إذا فجأه
[ فرطنا ] فرط : قصر مع القدرة على ترك التقصير، قال ابو عبيدة : فط : ضيع
[ أوزارهم ] ذنوبهم جمع وزر
[ يزرون ] يحملون
[ لهو ] اللهو : صرف النفس عن الجد إلى الهزل، وكل ما شغلك فقد ألهاك.
سبب النزول :
ا- روي أن رؤساء مكة قالوا يا محمد : ما نرى أحدا يصدقك بما تقول من أمر الرسالة، ولقد سألنا عنك إليه ود والنصارى فزعموا ان ليس لك عندهم ذكر ولا صفة، فأرنا من يشهد لك أنك رسول كما تزعم ؟ فأنزل الله [ قل أى شيء أكبر شهادة ؟ قل الله شهيد بيني وبينكم.. ] الآية.
ب - عن ابن عباس ان " ابا سفيان " و " الوليد بن المغيرة " والنضر بن الحارث " جلسوا إلى رسول الله، وهو يقرأ القرآن، فقالوا للنضر : ما يقول محمد ؟ فقال أساطير الأولين، مثل ما كنت أحدثكم عن القرون الماضية، فأنزل الله [ ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه.. ] الآية.
ج -روي ان " الاخنس بن شريق التقى بى " أبى جهل بن هشام، فقال له : يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب ؟ فإنه ليس عندنا أحد غيرنا! ؟ فقال ابو جهل : والله إن محمدا لصادق وما كذب قط، ولكن إذا ذهب " بنو قصي، باللواء، والسقاية، والحجابة، والنبوة، فمإذا يكون لسائر قريش ؟ فأنزل الله [ قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك.. ] الآية.
التفسير :
[ قل أى شيء أكبر شهادة ] أى قل لهم يا محمد أى شيء أعظم شهادة، حتى يشهد لي بأني صادق في دعوى النبوة ؟
[ قل الله شهيد بيني وبينكم ] أى أجبهم أنت وقل لهم : الله يشهد لي بالرسالة والنبوة، وكفى بشهادة الله بيني وبينكم، فهي أعظم شهادة على صدق رسالتي.
[ وأوحي إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ] أى وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به يا أهل مكة، وأنذر كل من بلغه القرآن من العرب والعجم إلى يوم القيامة، قال ابن جزقي : والمقصود بالآية الإستشهاد بالله - الذي هو أكبر شهادة-على صدق رسول الله (ص) وشهادة الله بهذا هي علمه بصحة نبوة سيدنا محمد (ص) وإظهار معجزته الدالة على صدقه
[ أإنكم لتشهدون إن مع الله آلهة أخرى ] إستفهام توبيخ أى أئنكم أيها المشركون لتقرون بوجود آلهة مع الله ؟ فكيف تشهدون أن مع الله آلهة أخرى بعد وضوح الآدلة، وقيام الحجة على وحدانية الله ؟
[ قل لا أشهد ] أى قل لهم لا أشهد بذلك