[ من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم ] أى من يشأ الله إضلاله يضلله، ومن يشأ هدايته يرشده إلى الهدى، وبوفقه لدين الإسلام
[ قل أرأيتكم أن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة ] إستفهام تعجيب أى أخبروني إن أتاكم عذاب الله، كما أتى من قبلكم أو أتتكم القيامة بغتة من تدعون ؟
[ أغير الله تدعون إن كنتم صادقين ] أى أتدعون غير الله لكشف الضر عنكم ؟ إن كنتم صادقين في أن الأصنام تنفعكم
[ بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء ] أى بل تخصونه تعالى بدعائكم في الشدائد، فيكشف الضر الذي تدعونه إلى كشفه إن شاء كشفه
[ وتنسون ما تشركون ] أى تتركون الآلهة فلا تدعونها، لإعتقادكم أن الله تعالى هو القادر على كشف الضر وحده دون سواه
[ ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك ] هذه تسلية لرسول الله، اي والله لقد أرسلنا رسلا إلى أمم كثيرين من قبلك فكذبوهم
[ فأخذناهم بالبأساء والضراء ] أي بالفقر والبؤس والأسقام والأوجاع
[ لعلهم يتضرعون ] أى لكي يتضرعوا إلى الله بالتذلل والإنابة
[ فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ] لولا للتحضيض أى فهلا تضرعوا حين جاءهم العذاب، وهذا عتاب على ترك الدعاء، وإخبار عنهم أنهم لم يتضرعوا مع قيام ما يدعوهم إلى التضرع
[ ولكن قست قلوبهم ] أي ولكن ظهر منهم النقيض حيث قست قلوبهم فلم تلن للإيمان
[ وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ] أى زين لهم المعاصي، والإصرار على الضلال
[ فلما نسوا ما ذكروا به ] أى لما تركوا ما وعظوا به
[ فتحنا عليهم أبواب كل شيء ] أى من النعم والخيرات إستدراجا لهم
[ حتى إذا فرحوا بما أوتوا ] أى فرحوا بذلك النعيم وازدادوا بطرا
[ أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ] أى أخذناهم بعذابنا فجأة فإذا هم يائسون، قانطون من كل خير
[ فقطع دابر القوم الذين ظلموا ] أى استؤصلوا وهلكوا عن آخرهم
[ والحمد لله رب العالمين ] أي على نصر الرسل، وإهلاك الكافرين، قال الحسن : مكر بالقوم ورب الكعبة، أعطوا حاجتهم ثم أخذوا وفى الحديث (إذا رآيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو إستدراج ثم قرأ [ فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ]
[ قل أرأيتم أن اخذ الله سمعكم وأبصاركم ] أى قل يا محمد لهؤلاء المكذبين المعاندين من أهل مكة : أخبرونى لو أذهب الله حواسكم، فاصمكم وأعماكم
[ وختم على قلوبكم ] أى طبع على قلوبكم، حتى زال عنها العقل والفهم
[ من اله غير الله يأتيكم به ] أى هل أحد غير الله يقدر على رد ذلك إليكم، إذا سلبه الله منكم ؟
[ أنظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون ] أى أنظر كيف نبين ونوضح الآيات الدالة على وحدانيتنا، ثم هم بعد ذلك يعرضون عنها فلا يعتبرون ؟
[ قل ارآيتكم أن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة ] أي قل لهؤلاء المكذبين : أخبروفي إن أتاكم عذاب الله العاجل فجأة، أو عيانا بالليل أو بالنهار
[ هل يهلك إلا القوم الظالمون ] الإستفهام إنكاري بمعنى النفي أى ما يهلك بالعذاب إلا أنتم لأنكم كفرتم وعاندتم
[ وما نرسل المرسلين إلا مبشربن ومنذرين ] أى ما نرسل الرسل، إلا لتبشير المؤمنين بالثواب، وإنذار الكافرين بالعقاب، وليس إرسالهم ليأتوا بما يقترحه الكافرون من الآيات
[ فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ] أى فمن آمن بهم وأصلح عمله، فلا خوف عليهم في الآخرة، ولا هم يحزنون على ما فاتهم في الدنيا، والمراد أنهم لا يخافون ولا يحزنون، لأن الآخرة دار السرور والحبور
[ والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون ] أى وأما المكذبون بآيات الله فيمسهم العذاب الأليم، بسبب فسقهم وخروجهم عن طاعة الله، قال ابن عباس : يفسقون أى يكفرون


الصفحة التالية
Icon