[ وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم ] قال القرطبي : نزلت في الذين نهى الله نبيه عليه الصلاة والسلام عن طردهم، فكان (ص) إذا رآهم بدأهم بالسلام وقال الحمد لله الذي جعل في أمتي من آمرني أن أبدأهم بالسلام " قال ابن كثير : أى أكرمهم بر السلام عليهم، وبشرهم برحمة الله الواسعة الشاملة لهم، كما أمر (ص) بأن يبدأهم بالسلام، إكراما لهم وتطييبا لقلوبهم
[ كنب ربكم على نفسه الرحمة ] أى ألزم نفسه الرحمة، تفضلا منه وإحسانا
[ أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ] أى خطيئة من غير قصد، قال مجاهد : أى لا يعلم حلالا من حرام، ومن جهالته ركب الأمر
[ ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم ] أى ثم تاب من بعد ذلك الذنب، وأصلح عمله، فإن الله يغفر له، وهو وعد بالمغفرة والرحمة لمن تاب وأصلح
[ وكذلك نفصل الآيات ] أى كما فصلنا في هذه السورة الدلائل والحجج على ضلالات المشركين، كذلك نبين ونوضح لكم أمور الدين
[ ولتستبين سبيل المجرمين ] أي ولتتوضح وتظهر طريق المجرمين، فينكشف أمرهم وتستبين سبلهم
[ قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله ] أى قل يا أيها الرسول لهؤلاء المشركين : إني نهيت أن أعبد هذه الأصنام، التي زعمتموها آلهة، وعبدتموها من دون الله
[ قل لا اتبع أهواءكم ] أى في عبادة غير الله، وفيه تنبيه على أن اتباع الهوى سبب ضلالهم
[ قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين ] أى قد ضللت إن اتبعت أهواءكم، ولا أكون في زمرة المهتدين
[ قل إني على بينة من ربي ] أى على بصيرة من شريعة الله التي أوحاها الي
[ وكذبتم به ] أى وكذبتم بالحق الذي جاءني من عند الله
[ ما عندي ما تستعجلون به ] أى ليس عندي ما أبادركم به من العذاب، قال الزمخشري : يعني العذاب الذي استعجلوه في قولهم [ فأمطر علينا حجارة من السماء ]
[ إن الحكم إلا لله ] أى ما الحكم في أمر العذاب وغيره، إلا لله وحده
[ يقص الحق وهو خير الفاصلين ] أى يخبر الخير الحق، ويبينه البيان الشافي، وهو خير الحاكمين بين عباده
[ قل لو أن عندي ما تستعجلون به ] أى لو أن بيدي أمر العذاب الذي تستعجلونه
[ لقضى الأمر بينى وبينكم ] أي لعجلته لكم لأستريح منكم، ولكنه بيد الله، قال ابن عباس : أى لم أهملكم ساعة ولأهلكتكم
[ والله أعلم بالظالمين ] أى هو تعالى أعلم بهم، إن شاء عاجلهم بالعذاب وان شاء أخر عقوبتهم، وفيه وعيد وتهديد.
البلاغة :
١ - [ والموتى يبعثهم الله ] فيه استعارة لأن الموتى عبارة عن الكفار لموت قلوبهم، فاستعار لفظة " الموتى " للكفرة المجرمين، وهي ا ستعارة بديعة.
٢ - [ يطير بجناحيه ] تأكيد لدفع توهم المجاز، لأن الطائر قد يستعمل مجازا للعمل كقوله [ ألزمناه طائره في عنقه ] أى عمله.
٣ - [ صم وبكم ] فيه (تشبيه بليغ )، أى هم كالصم والبكم، في عدم السماع وعدم الكلام، فحذفت منه الأداة ووجه الشبه، فأصبح بليغا.
٤ - [ إياه تدعون ] فيه قصر أى لا تدعون غيره لكشف الضر، فهو قصر صفة على موصوف.
٥ - [ فقطع دابر ] كناية عن إهلاكهم بعذاب الاستئصال، حيث هلكوا عن آخرهم.
٦ - [ الاعمى والبصير ] استعارة عن الكافر والمؤمن، وهي من بديع الاستعارات. ٧- [ ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء ] في هاتبن الجملتين من أنواع البديع ما يسمى " رد الصدر على العجز ".
فائدة :
قال الزمخشري في قوله تعالى [ ففطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمبن ] هذا إيذان بوجوب الحمد عند هلاك الظلمة، وأنه من أجل النعم وأجزل القسم.
فائدة :


الصفحة التالية
Icon