[ أنظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون ] أى أنظر كيف نبين ونوضح لهم الآيات، بوجوه العبر والعظات، ليفهموا ويتدبروا عن الله آياته وبراهينه وحججه، عن جابر بن عبد الله قال : لما نزلت هذه الآية [ قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم ] قال رسول الله (ص) : أعوذ بوجهك [ أو من تحت أرجلكم ] قال : أعوذ بوجهك [ أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض ] قال رسول الله (ص) : هذه أهون أو أيسر
[ وكذب به قومك وهو الحق ] أى وكذب بهذا القرآن قومك يا محمد - وهم قريش - وهو الكتاب المنزل بالحق
[ قل لست عليكم بوكيل ] أى لست عليكم بحفيظ ومتسلط إنما أنا منذر
[ لكل نبأ مستقر ] أى لكل خبر من أخبار الله عز وجل، وقت يقع فيه من غير خلف ولا تأخير
[ وسوف تعلمون ] مبالغة في الوعيد والتهديد، أى سوف تعلمون ما يحل بكم من العذاب
[ وإذا رايت الذين يخوضون في آياتنا ] أى إذا رأيت هؤلاء الكفار يخوضون في القرآن، بالطعن والتكذيب والإستهزاء
[ فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ] أى لا تجالسهم وقم عنهم حتى يأخذوا في كلام آخر، ويدعوا الخوض والاستهزاء بالقرآن، قال السدي : كان المشركون إذا جالسوا المؤمنين، وقعوا في النبي (ص) والقرآن، فسبوه واستهزءوا به، فأمرهم الله ألا يقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره (
[ وإما ينسينك الشيطان ] أى إن أنساك الشيطان النهي عن مجالستهم فجالستهم ثم تذكرت
[ فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ] أى لا تجلس بعد تذكر النهي مع الكفرة والفساق، الذين يهزءون بالقرآن والدين، قال ابن عباس : أى قم إذا ذكرت النهي، فلا تقعد مع المشركين
[ وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ] أى ليس على المؤمنبن شىء من حساب الكفار، على استهزانهم وإضلالهم، إذا تجنبوهم فلم يجلسوا معهم
[ ولكن ذكرى لعلهم يتقون ] أى ولكن عليهم أن يذكروهم ويمنعوهم عن ما هم عليه من القبائح، بما أمكن من العظة والتذكير)، ويظهروا لهم الكراهة لعلهم يجتنبون الخوض في القرآن، حياء من المؤمنين إذا رأوهم قد تركوا مجالستهم، قال ابن عطية : ينبغي للمؤمن أن يمتثل حكم هذه الآية مع الملحدين وأهل الجدل والخوض فيه
[ وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا ] أى أترك هؤلاء الفجرة الذين اتخذوا الدين الذي كان ينبغي احترامه وتعظيمه، لعبا ولهوا، بإستهزائهم به
[ وغرتهم الحياة الدنيا ] أى خدعتهم هذه الحياة الفانية، حتى زعموا أن لا حياة بعدها أبدا
[ وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ] أى وذكر بالقرآن الناس، مخافة أن تسلم نفس للهلاك، وترهن بسوء عملها
[ ليس لها من دون الله ولى ولا شفيع ] أى ليس لها ناصر ينجيها من العذاب، ولا شفيع يشفع لها عند الله
[ وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها ] أى وإن تعط تلك النفس كل فدية لا يقبل منها، قال قتادة : لو جاءت بملء الأرض ذهبا لم يقبل منها )
[ أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا ] أى أسلموا لعذاب الله، بسبب أعمالهم القبيحة، وعقائدهم الشنيعة
[ لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون ] أى لهؤلاء الضالين، شراب من ماء مغلي، يتجرجر في بطونهم، وتتقطع به أمعاؤهم، ونار تشتعل بأبدانهم، بسبب كفرهم المستمر، فلهم مع الشراب الحميم، العذاب الأليم، والهوان المقيم
[ قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ] الاستفهام للإنكار والتوبيخ أى قل لهم يا أيها الرسول : أنعبد ما لا ينفعنا إن دعوناه، ولا يضرنا إن تركناه ؟ والمراد به الأصنام
[ ونرد على أعقابنا ] أى نرجع إلى الضلالة بعد الهدى
[ بعد إذ هدانا الله ] أى بعد أن هدانا الله للإسلام