[ أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة ] أى أنعمنا عليهم بإنزال الكتب السماوية والحكمة الربانية، والنبوة والرسالة
[ فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ] أى فإن يكفر بآياتنا كفار عصرك يا محمد، فقد استحفظناها واسترعيناها رسلنا وأنبياءنا الكرام ((قيل إن المراد بهم أهل المدينة من الأنصار وهو قول ابن عباس وقيل هم النبيون الثمانية عشر المذكورون فى هذه الآية، وهو قول قتادة واختيار الزجاج وابن جرير ))
[ أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ] أى هؤلاء الرسل المتقدم ذكرهم هم الهداة المهتدون، فتأس واقتد بسيرتهم العطرة
[ قل لا أسألكم عليه أجرا ] أى قل يا محمد لقومك : لا أسألكم على تبليغ القرآن، شيئا من الأجر والمال
[ إن هو إلا ذكرى للعالمين ] أى ما هذا القرآن إلا عظة وتذكير لجميع الخلق
[ وما قدروا الله حق قدره ] أى ما عرفوا الله حق معرفته، ولا عظموه حق تعظيمه
[ إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء ] أى حين أنكروا الوحي وبعثه الرسل، والقائلون هم إليه ود اللعناء تفوهوا بهذه العظيمة الشنعاء، مبالغة في إنكار نزول القرآن على محمد عليه السلام
[ قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس ] أى قل يا محمد لهؤلاء المعاندين : من أنزل التوراة على موسى، نورا يستضاء به وهداية لبنى إسرائيل ؟
[ تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا ] أى تكتبونه في قراطيس مقطعة وورقات مفرقة، تبدون منها ما تشاءون وتخفون ما تشاءون، قال الطبري : ومما كانوا يكتمونه إياهم ما فيها من أمر محمد (ص) ونبوته
[ وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا أباؤكم ] أى علمتم يا معشر إليه ود من دين الله. وهدايته في هذا القرآن، ما لم تعلموا به من قبل انتم وأباؤكم
[ قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون ] أى قل لهم في الجواب : الله أنزل هذا القرآن، ثم إتركهم في باطلهم الذي يخوضون فيه، يهزءون ويلعبون، وهذا وعيد لهم وتهديد، على إجرامهم وتكذيبهم رسل الله
[ وهذا كتاب أنزلناه مبارك ] أى وهذا القرآن الذي أنزل على محمد (ص) كتاب مبارك كثير النفع والفائدة
[ مصدق الذي بين يديه ] أى يصدق كتب الله المنزلة كالتوراة والإنجيل
[ ولتنذر أم القرى ومن حولها ] أى لتنذر به يا محمد أهل مكة، ومن حولها وهم سائر أهل الأرض
[ والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به ] أى والذين يصدقون بالحشر والنشر، يؤمنون بهذا الكتاب لما انطوى عليه من ذكر الوعد والوعيد، والتبشير والتهديد
[ وهم على صلاتهم يحافظون ] أى يؤدون الصلاة على الوجه الاكمل في أوقاتها، قال الصاوي : خص الصلاة بالذكر لأنها أشرف العبادات
[ ومن أظلم من افترى على الله كذبا ] استفهام معناه النفي أى لا أحد أظلم ممن كذب على الله، فجعل له شركاء وأندادا
[ أو قال أوحي إلى ولم يوح إليه شيء ] أى زعم أن الله بعثه نبيا، كمسيلمة الكذاب، والأسود العنسي، مع أن الله لم يرسله
[ ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ] أى ومن أدعى أنه سينظم كلاما، يماثل ما أنزله الله كقول الفجار [ لو نشاء لقلنا مثل هذا ] قال ابو حيان : نزلت في (النضر بن الحارث ) ومن معه من المستهزئين، لأنه عارض القرآن بكلام سخيف، لا يذكر لسخفه
[ ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت ] أى ولو ترى يا محمد هؤلاء الظلمة، وهم في سكرات الموت وشدائده، وجواب [ لو ] محذوف للتهويل، أى لرآيت أمرا عظيما