[ وكذلك نصرف الآيات ] أى وكما بينا ما ذكر نبين الآيات ليعتبروا
[ وليقولوا درست ] أى وليقول المشركون : درست يا محمد في الكتب وقرأت فيها، وجئت بهذا القرآن، واللام لام العاقبة
[ ولنبينه لقوم يعلمون ] أى ولنوضحه لقوم يعلمون الحق فيتبعونه
[ اتبع ما أوحي إليك من ربك ] أى اتبع يا محمد القرآن الذي أوحاه الله إليك، قال القرطبى : أى لا تشغل قلبك وخاطرك بهم، بل اشتغل بعبادة الله
[ لا إله إلا هو ] أى لا معبود بحق الا هو
[ وأعرض عن المشركين ] أى لا تحتفل بهم، ولا تلتفت إلى آرائهم
[ ولو شاء الله ما أشركوا ] أي لو شاء الله هدياتهم لهداهم فلم يشركوا، ولكنه سبحانه يفعل ما يشاء [ لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ]
[ وما جعلناك عليهم حفيظا ] أى وما جعلناك رقيبا على أعمالهم تجازيهم عليها
[ وما أنت عليهم بوكيل ] أى ولست موكل على أرزاقهم وأمورهم، قال الصاوي : وهذا تأكيد لما قبله، أى لست حفيظا مراقبا لهم فتجبرهم على الإيمان، وهذا كان قبل الأمر بالقتال
[ ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله ] أى لا تسبوا آلهة المشركين وأصنامهم
[ فيسبوا الله عدوا بغير علم ] أى فيسبوا الله جهلا وإعتداء، لعدم معرفتهم بعظمة الله، قال ابن عباس : قال المشركون : لتنتهين عن سبك آلهتنا أو لنهجون ربك ! ! فنهاهم الله أن يسبوا أوثانهم
[ كذلك زينا لكل أمة عملهم ] أى كما زينا لهؤلاء أعمالهم كذلك زينا لكل أمة عملهم، قال ابن عباسى : زينا لأهل الطاعة الطاعة ولأهل الكفر الكفر
[ ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون ] أى ثم معادهم ومصيرهم إلى الله، فيجازيهم بأعمالهم، وهو وعيد بالجزاء والعذاب
[ وأقسموا بالله جهد أيمانهم ] أى حلف كفار مكة بأغلظ الأيمان وأشدها
[ لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها ] أى لئن جاءتهم معجزة، أو أمر خارق مما اقترحوه ليؤمنن بها
[ قل إنما الآيات عند الله ] أى قل لهم يا محمد : أمر هذه الآيات عند الله لا عندي، هو القادر على الإتيان بها دوني
[ وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ] أي وما يدريكم أيها المؤمنون، لعلهم إذا جاءتهم لا يصدقون بها! !
[ ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ] أى ونحول قلوبهم عن الإيمان، كما لم يؤمنوا بما أنزل من القرآن أول مرة، قال الصاوي : وهو استئناف مسوق لبيان أن خالق الهدى والضلال، هو الله لا غيره فمن أراد له الهدى حول قلبه له، ومن أراد الله شقاوته حول قلبه لها
[ ونذرهم في طغيانهم يعمهون ] أى ونتركهم في ضلالهم، يتخبطون ويترددون متحيرين
البلاغة :
١ - [ يخرج الحى من الميت ] بين لفظ الحى والميت طباق وهو من المحسنابت البديعية وفي الآية أيضا من المحسنات ما يسمى رد العجز على الصدر في قوله [ ومخرج الميت من الحي ].
٢ - [ فأنى تؤفكون ] استفهام انكاري بمعنى النفي، أى لا وجه لصرفكم عن الإيمان بعد قيام البرهان.
٣- [ فأخرجنا به ] فيه التفات عن الغيبة، والأصل " فأخرج به "، والنكتة هي الاعتناء بشأن المخرج، والإشارة إلى أن نعمه عظيمة.
٤ - [ والزيتون والرمان ] من عطف الخاص على العام، لمزيد الشرف لأنهما من أعظم النعم.
٥ - [ بصائر من ربكم ] مجاز مرسل من باب تسمية المسبب باسم السبب، أى حجج وبراهين، تبصرون بها الحقائق.
٦ - بين لفظ [ أبصر وعمي ] طباق وبين لفظ [ بصائر وأبصر ] جناس الاشتقاق.
تنبيه :