١ - [ ولو شاء ربك ] التعرض لوصف الربوبية والإضافة إلى ضميره عليه السلام [ ربك ] لتشريف مقامه، وللمبالغة في اللطف في التسلية.
٢ - [ فلا تكونن من الممترين ] الخطاب للرسول (ص) على طريق التهييج والإلهاب.
٣ - [ وتمت كلمة ربك ] أى تم كلامه ووحيه، أطلق الجزء وأراد الكل فهو مجاز مرسل.
٤ - [ وذروا ظاهر الإثم وباطنه ] بين لفظ [ ظاهر ] و[ باطن ] طباق.
٥ - [ أو من كان ميتا فأحييناه ] الموت والحياة، والنور والظلمة، من باب الاستعارة، فقد استعار الموت للكفر، والحياة للإيمان، وكذلك النور والظلمات للهدى والضلال.
٦ - [ يشرح صدره للإسلام ] الشرح كناية عن قبول النفس للحق والهدى الذي جاء به الرسول (ص) وبين لفظ الشرح والضيق طباق وهو من المحسنات البديعية.
فائدة :
الحكم أبلغ من الحاكم وأدل على الرسوخ، لأنه لا يطلق إلا على العادل، وعلى من تكرر منه الحكم بخلاف الحاكم، فالله هو الحكم العدل.
تنبيه :
قال الرازي : دلت هذه الآية [ وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم ] على أن القول في الدين مجرد التقليد حرام، لأن القول بالتقليد قول بمحض الهوى والشهوة، والآية دلت على أن ذلك حرام.
قال الله تعالى :[ ويوم يحشرهم جميعا با معشر الجن قد استكثرثم من الإنس.. إلى.. قد ضلوا وما كانوا مهتدين ] من آية (١٢٨ ) إلى نهاية آية ( ١٤٠ ).
المناسبة :
لما ذكر سبحانه أن البشر فريقان : مهتد، وضال، وذكر أن منهم من شرح الله صدره، وأنار قلبه فآمن واهتدى، ومنهم من اتبع الهوى وسار بقيادة الشيطان، فضل وغوى، ذكر هنا أنه سيحشر الخلائق جميعا يوم القيامة للحساب، لينال كل جزاءه العادل، على ما قدم في هذه الحياة.
اللغة :
[ مثواكم ] مأواكم يقال : ثوى بالمكان إذا أقام فيه
[ يقصون ] يحكون، يقال : قص الخبر يقصه قصا أى حكاه
[ ذرأ ] خلق
[ الحرث ] الزرع
[ ليردوهم ] الإرداء : الإهلاك يقال أراده يرديه أي أهلكه
[ حجر ] الحجر : الحرام وأصله المنع، يقال حجره أى منعه والحخر : العقل سمي به لأنه يمنع عن القبائح قال تعالى :
[ هل في ذلك قسم لذى حجر ]
[ سفها ] حماقة وجهالة، والسفه : خفة العقل.
التفسير :
[ ويوم يحشرهم جميعا ] أى اذكر يوم يجمع الله الثقلين : الإنس والجن، للحساب والجزاء قابلا
[ يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس ] أى استكثرثم من إضلالهم وإغوابهم، قال ابن عباس : أضللتم منهم كثيرا، وهذا بطريق التوبيخ والتقريع
[ وقال أوليأوهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض ] أى وقال الذين أطاعوهم من الإنس : ربنا انتفع بعضنا ببعض، انتفع الإنس بالجن، بأن دلوهم على الشهوات وما يتوصل به إليها، وانتفع الجن بالإنس، بأن أطاعوهم وحصلوا مرادهم
[ وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا ] أى وصلنا إلى الموت والقبر، ووافينا الحساب، وهذا منهم اعتذار واعتراف بما كان منهم، من طاعة الشياطين واتباع الهوى، وتحسر على حالهم
[ قال النار مثواكم ] أى قال تعالى ردا عليهم : النار موضع مقامكم وهي منزلكم
[ خالدين فيها إلا ما شاء الله ] أى ماكثين في النار في حال خلود دائم، إلا الزمان الذي شاء الله أن لا يخلدوا فيها، قال الطبري : هي المدة التي بين حشرهم إلى دخولهم النار وقال الزمخشري : يخلدون في عذاب النار الأبد كله، إلا ما شاء الله أى إلا الأوقات التي ينقلون فيها من عذاب النار، إلى عذاب الزمهرير، فقد روي أنهم يدخلون واديا من الزمهرير، فيتعاوون ويطلبون الرد إلى الجحيم
[ إن ربك حكيم عليم ] أى حكيم في أفعاله، عليم بأعمال عباده