[ أشده ] قوته وهو بلوغ سن النكاح والرشد، والأشد جمع لا واحد له
[ بالقسط ] بالعدل بلا بخس ولا نقصان
[ السبل ] جمع سبيل وهي الطريق
[ شيعا ] فرقا وأحزابا جمع شيعة، وهي الفرقة تتبغ وتتعصب لمذهبها
[ قيما ] مستقيما لا عوج فيه
[ نسكي ] النسك جمع نسيكة وهي الذبيحة، وقال الزجاج : عبادقي، ومنه الناسك الذي يتقرب الى الله بالعبادة.
التفسير :
[ قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ] أى قل يا أيها الرسول لقومك : تعالوا أقرا الذي حرمه ربكم عليكم باليقين، لا بالظن والتخمين
[ ألا تشركوا به شيئا ] أى لا تعبدوا معه غيره
[ وبالوالدين إحسانا ] أى وأحسنوا إلى الوالدين إحسانا، وذكر ضمن المحرمات، لأن الأمر بالشىء نهيى عن ضده فكأنه قال : ولا تسيئوا إلى الوالدين، قال ابو السعود : والسر في ذلك المبالغة والدلالة على إن ترك الإساءة إليهما، غير كاف في قضاء حقوقهما
[ ولا تقتلوا أولادكم من إملاق ] أى ولا تقتلوا أولادكم خشية الفقر، قال ابن الجوزي : المراد دفن البنات أحياء من خوف الفقر
[ نحن نرزقكم وإياهم ] أي رزقكم ورزقهم علينا، فإن الله هو الرزاق للعباد
[ ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ] أى لا تقربوا المنكرات الكبائر، علانيتها وسرها، قال ابن عباس : كانوا في الجاهلية لا يرون بالزنى بأسا في السر، ويستقبحونه في العلانية، فحرمه الله في السر والعلانية
[ ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ] أى لا تقتلوا النفس البريئة التى حرم الله قتلها إلا بموجب، وقد فسره قول رسول الله (ص) :(لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة)
[ ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ] أى ذلكم المذكور، هو ما أوصاكم تعالى بحفظه، وأمركم به أمرا مؤكدا، لعلكم تسترشدون بعقولكم إلى فوائد هذه التكاليف، ومنافعها في الدين والدنيا، قال ابو حيان : وفي لفظ [ وصاكم ] من اللطف والرأفة، وجعلهم أوصياء له تعالى، ما لا يخفى من الإحسان
[ ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتى هى أحسن حتى يبلغ أشده ] أى لا تقربوا مال اليتيم بوجه من الوجوه، إلا بالخصلة التي هى أنفع له، حتى يصير بالغا رشيدا، والنهي عن القرب يعم وجوه التصرف، لأنه إذا نهي عن أن يقرب المال فالنهي عن أكله أولى وأحرى، والتي هي أحسن منفعة اليتيم وتثمير ماله، قال ابن عباس : هو أن يعمل له عملا مصلحا، فيأكل منه بالمعروف
[ وأوفوا الكيل والميزان بالقسط ] أي بالعدل والتسوية في الأخذ والعطاء
[ لا نكلف نفسا إلا وسعها ] أى لا نكلف أحدا إلا بمقدار طاقته، بما لا يعجز عنه، قال البيضاوى : أى إلا ما يسعها ولا يعسر عليها، وذكره بعد وفاء الكيل، لأن إيفاء الحق على وجه التمام والكمال عسر، فعليكم بما فى وسعكم، وما وراءه معفو عنكم
[ وإذا قلتم فإعدلوا ولو كان ذا قربى ] أى اعدلوا في حكومتكم وشهادتكم، ولو كان المشهود عليه من ذوي قرابتكم
[ وبعهد الله أوفوا ] اي أوفوا بالعهد إذا عاهدتم، قال القرطبي : وهذا عام في جميع ما عهده الله إلى عباده، ويحتمل أن يراد به ما انعقد بين (الناس ) وأضيف إلى (الله ) من حيث أمر بحفظه والوقاء به
[ ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون ] أى لعلكم تتعظون
[ وأن هذا صراطي مستقيما فإتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ] أي وبأن هذا ديني المستقيم، شرعته لكم فتمسكوا به، ولا تتبعوا الأديان المختلفة والطرق الملتوية، فتغرقكم وتزيلكم عن سبيل الهدى، عن ابن مسعود قال :(خط لنا رسول الله، يوما خطا، ثم قال : هذا سبيل الله، ثم خط خطوطا عن يمينه ويساره، ثم قال : هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثم قرأ [ وأن هذا صراطي مستقيما فأتبعوه.. ] ) الآية


الصفحة التالية
Icon