[ يوم يأتى بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت فى إيمانها خيرا ] أى يوم يأتي بعض أشراط الساعة، وحينئذ لا ينفع الإيمان نفسا كافرة آمنت في ذلك الحين، ولا نفسا عاصية لم تعمل خيرا، قال الطبري : أى لا ينفع من كان قبل ذلك مشركا بالله أن يؤمن بعد مجيء تلك الآية، لعظيم الهول الوارد عليهم من أمر الله، فحكم إيمانهم كحكم إيمانهم عند قيام الساعة وفي الحدبث الشريف (لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل )
[ قل انتظروا إنا منتظرون ] أى انتظروا ما يحل بكم، وهو أمر تهديد ووعيد
[ إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ] أى فزقوا الدين فأصبحوا شيعا وأحزابا، قال ابن عباس : هم (اليهود والنصارى) فرقوا دين إبراهيم الحنيف
[ لست منهم في شء ] أي أنت يا محمد بريء منهم
[ إنما أمرهم إلى الله ] أى جزاؤهم وعقابهم على الله، هو الذي يتولى جزاءهم
[ ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ] أى يخبرهم بشنيع فعالهم، قال الطبري : أى أخبرهم في الآخرة بما كانوا يفعلون، وأجازي كلا منهم بما كان يفعل
[ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ] أى من جاء يوم القيامة بحسنة واحدة، جوزي عنها بعشر حسنات أمثالها، فضلا من الله وكرما، وهو أقل المضاعفة للحسنات، فقد تنتهي إلى سبعمائة أو أزيد
[ ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها ] أى ومن جاء بالسيئة عوقب بمثلها دون مضاعفة
[ وهم لا يظلمون ] أى لا ينقصون من جزائهم شيئا، وفي الحديث القدسي :(يقول الله عز وجل من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أزيد، ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئة مثلها أو أغفر) فالزيادة في الحسنات من باب (الفضل ) والمعاملة بالمثل في السيئات من باب (العدل )
[ قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ] أى قل يا محمد لهؤلاء المشركين المكذبين : إن ربي هداني إلى الطريق القويم، وأرشدنى إلى الدين الحق دين إبراهيم
[ دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا ] أى دينا مستقيما لا عوج فيه، هو دين الحنيفية السمحة، الذي جاء به إمام الحنفاء (إبراهيم ) الخليل
[ وما كان من المشركين ] أى وما كان إبراهيم مشركا، وفيه تعريض بإشراك من خالف دين الإسلام، لخروجه عن دين إبراهيم
[ قل إن صلاتى ] أى قل يا أيها الرسول : إن صلاتي التي أعبد بها ربي
[ ونسكي ] أى ذبحي (( هذا قول ابن عباس ومجاهد واختاره الطبري، وذهب بعض المفسرين إلى أن المراد بالنسك العبادة والأول ارجح أن المراد به الذبائح، أي أذبح لله ))
[ ومحياى ومماتى ] أى حياتي ووفاتي، وما أقدمه في هذه الحياة، من خيرات وطاعات
[ لله رب العالمين ] أي ذلك كله لله خالصا له، دون ما أشركتم به
[ لا شريك له ] أى لا أعبد غير الله
[ وبذلك أمرت ] أي بإخلاص العبادة لله وحده أمرت
[ وأنا أول المسلمين ] أى أول من أقر وأذعن، وخضع لله جل وعلا
[ قل أغير الله أبغى ربا ] تقرير وتوبيخ للكفار، وسببها أنهم دعوه إلى عبادة آلهتهم والمعنى : قل يا محمد : أأطلب ربا غير الله تعالى ؟
[ وهو رب كل شيء ] أى والحال هو خالق ومالك كل شىء، فكيف يليق أن أتخذ إلها غير الله ؟
[ ولا تكسب كل نفس إلا عليها ] أى لا تكون جناية نفس من النفوس، إلا عليها وحدها، هي تحمل إثم ما اكتسبت
[ ولا تزر وازرة وزر أخرى ] أى لا يحمل أحد ذنب أحد، ولا يؤاخذ إنسان بجريرة غيره
[ ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ] وهذا وعيد وتهديد أي مرجعكم إليه يوم القيامة، فيجازيكم على أعمالكم، ويميز بين المحسن والمسيء