البلاغة :
١ - [ عند كل مسجد ] مجاز مرسل علاقته المحلية لأن المراد بالمسجد هنا الصلاة والطواف، ولما كان المسجد مكان الصلاة أطلق ذلك عليه.
٢ - [ لا تفتح لهم أبواب السماء ] كناية عن عدم قبول العمل، فلا يقبل لهم دعاء أو عمل
٣ - [ حتى يلج الجمل في سم الخياط ] فيه تشبيه ضمني أى لا يدخلون الجنة بحال من الأحوال، إلا إذا أمكن دخول الجمل فى ثقب الإبرة، وهو تمثيل للاستحالة.
٤ - [ لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش ] قال صاحب البحر : هذه استعارة لما يحيط بهم من النار من كل جانب كقوله [ لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ].
٥ - [ ما ظهر منها وما بطن ] بين " ظهر " و " بطن " طباق، وهو من المحسنات البديعية.
فائدة :
يروى أن الرشيد كان له طبيب نصراني حاذق، فقال ذلك الطبيب لأحد العلماء بحضرة الخليفة : ليس في كتابكم من علم الطب شىء ! ؟ والعلم علمان :(علم الأبدان ) و(علم الأديان ) فقال له العالم : قد جمع الله تعالى الطب كله في نصف آية من كتابنا !! قال : وما هي ؟ قال : قوله تعالى [ وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ] فقال النصراني : ولا يؤثر عن رسولكم شيء فى الطب ؟ فقال العالم : قد جمع رسولنا الطب في ألفاظ يسيرة! ! قالى : وما هي ؟ قال : قوله، :(ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ) الحديث، فقال النصراني : ما ترك كتابكم ولا نبيكم لجالينوس طبا.
قال الله تعالى :[ ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم.. إلى.. وما كانوا مؤمنين ] من آية (٥٢) إلى نهاية آية (٧٢).
المناسبة :
لما ذكر تعالى حال الكفار الأشقياء وخسارتهم الفادحة في الآخرة، ذكر هنا أنه لا حجة لأحد، فقد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب لهداية البشرية، ثم ذكر قصص بعض الأنبياء، فبدأ بنوح عليه السلام شيخ الأنبياء، ثم أعقبه بذكر هود عليه السلام، وموقف المشركين من دعوة الرسل الكرام.
اللغة :
[ تأويله ] عاقبة أمره وما يئول إليه، من آل يئول إذا صار إليه
[ استوى ] الاستواء : العلو والاستقرار، قال الجوهري : استوى على ظهر الدابة استقر، واستوى إلى السماء قصد، واستوى الشيء !ذا اعتدل
[ يغشي ] يغطى
[ حثيثا ] سريعا والحث : الإعجال والسرعة
[ تبارك ] تفاعل من البركة وهي الكثرة والإتساع، قال الازهري : تبارك أى تعالى وتعاظم وأرتفع
[ تضرعا ] تذللا واستكانة، وهو إظهار الذل الذي في النفس مع الخشوع
[ وخفية ] سرا
[ بشرا ] مبشرة بالمطر
[ أقلت ] حملت
[ نكدا ] النكد : العسر القليل
[ آلاء ] الآلاء النعم واحدها " إلى " كمعى.
التفسير :
[ ولقد جئناهم بكتاب ] أى ولقد جئنا أهل مكة بكتاب هو القرآن العظيم
[ فصلناه على علم ] أى بينا معانيه ووضحنا أحكامه على علم منا، حتى جاء قيما غير ذي عوج
[ هدى ورحمة لقوم يؤمنون ] أى هداية ورحمة وسعادة لمن آمن به
[ هل ينظرون إلا تأويله ] أى ما ينتظر أهل مكة إلا عاقبة ما وعدوا به من العذاب والنكال، قال قتادة : تأويله عاقبته
[ يوم يأتي تأويله ] هو يوم القيامة
[ يقول الذين نسوه من قبل ] أى يقول الذين ضيعوا وتركوا العمل به في الدنيا
[ قد جاءت رسل ربنا بالحق ] أى جاءتنا الرسل بالأخبار الصادقة وتحقق لنا صدقهم، فلم نؤمن بهم ولم نتبعهم ! ! قال الطبري : أقسم المساكين حين حل بهم العقاب، أن رسل الله قد بلغتهم الرسالة ونصحت لهم وصدقتهم، حين لا ينفعهم ولا ينجيهم من سخط الله كثرة القيل والقال
[ فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا ] أى هل لنا اليوم شفيع، يخلصنا من هذا العذاب ؟ استفهام فيه معنى التمني
[ أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل ] أو هل لنا من عودة إلى الدنيا، لنعمل صالحا غير ما كنا نعمله من المعاصي وقبيح الأعمال ؟ قال تعالى ردا عليهم


الصفحة التالية
Icon