[ قال الملأ الذين استكبروا من قومه ] أى قال أشراف قومه المستكبرين عن الإيمان بالله ورسله
[ لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا ] أقسموا على أحد الأمرين : إما إخراج شعيب وأتباعه من الوطن، وإما العودة إلى ملتهم إلى الكفر، والمعنى : لنخرجنك يا شعيب ومن آمن بك من بين أظهرنا، أو لترجعن أنت وهم إلى ديننا، قال شعيب مجيبا لهم
[ قال أولو كنا كارهين ] أي أتجبروننا على الخروج من الوطن، أو العودة في ملتكم ولو كنا كارهين لذلك ؟ والاستفهام للإنكار
[ قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها ] أى إن عدنا إلى دينكم، بعد أن أنقذنا الله منه بالإيمان، وبصرنا بالهدى، نكون مختلقين على الله أعظم أنواع الكذب ! ! وهذا تيئيس للكفار من العودة إلى دينهم
[ وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا ] أى لا ينبغى ولا يصح لنا أن نعود إلى ملتكم ودينكم، إلا إذا شاء الله لنا الانتكاس والخذلان، فيمضى فينا قضاؤه
[ وسع ربنا كل شيء علما ] أى وسع علمه كل الأشياء
[ على الله توكلنا ] أى اعتمادنا على الله وهو الكافي لمن توكل عليه
[ ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ] أى أحكم بيننا وبينهم بحكمك الحق، الذي لا جور فيه ولا ظلم وأنت خير الحاكمين
[ وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون ] أى قال الأشراف من قومه روساء الكفر والضلال : إذا اتبعتم شعيبا وأجبتموه إلى ما يدعوكم إليه، إنكم إذا لخاسرون، لترككم دين أبائكم وأجدادكم، وما كانوا عليه من الهدى والرشاد ! ! جعل الأشقياء اتباع شعيب عليه السلام ضلالا، وما هم عليه هو الهدى والاستقامة، قال تعالى
[ فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ] أى فأخذتهم الزلزلة العظيمة، فأصبحوا ميتين جاثمين على الركب
[ الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها ] أى أهلك الله المكذبين، كأنهم لم يقيموا في ديارهم منعمين
[ الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين ] إخبار عنهم بالخسار بعد الهلاك والدمار
[ فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم ] قاله تأسفا لشدة حزنه عليهم، لأنهم لم يتبعوا نصحه
[ فكيف آسى على قوم كافرين ] أى كيف أحزن على من لا يستحق أن يحزن عليه ا ؟ قال الطبري : أي كيف أحزن على قوم جحدوا وحدانية الله، وكذبوا رسوله وأتوجع لهلاكهم ؟
البلاغة :
١ - [ هذه ناقة الله ] الإضافة للتشريف والتكريم.
٢ - [ ولا تمسوها بسوء ] التنكير للتقليل والتحقير أى لا تمسوها بأدنى سوء ولو كان قليلا يسيرا.
٣ - [ أتأتون الفاحشة ] الاستفهام للإنكار والتوبيخ والتشنيع.
٤ - [ إنهم أناس يتطهرون ] يسمى هذا النوع في علم البديع (المدح بما يوهم الذم ) ولذلك قال ابن عباس : عابوهم بما يمدح به الإنسان.
٥ - [ على الله توكلنا ] إظهار الاسم الجليل للمبالغة في التضرع، وتقديم الجار والمجرور لإفادة الحصر.
٦ - بين لفظ [ مؤمنون ] و[ كافرون ] طباق، وهو من المحسنات البديعية.
فائدة :
الذي عقر الناقة هو " قدار بن سالف " وإنما نسب الفعل إليهم جميعا في قوله تعالى [ فعقروا الناقة ] لأنه كان برضاهم وأمرهم، والراضي بالعمل القبيح، شريك في الجريمة للفاعل، كما أن الرضى بالكفر كفر.
قال الله تعالى :[ وما أرسلنا في قرية من نبي... إلى.. فينظر كيف تعملون ] من آية (٩٤) إلى نهاية آية (١٢٩ ).
المناسبة :


الصفحة التالية
Icon