[ قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ] هذا بيان لعموم رسالته (ص) لجميع الخلق أى قل يا محمد للناس : إني رسول من عند الله إلى جميع أهل الأرض
[ الذي له ملك السموات والأرض ] أى المالك لجميع الكائنات
[ لا إله هو يحيي ويميت ] أى لا رب ولا معبود بحق سواه، فهو الإله القادر على الإحياء والإفناء
[ فآمنوا بالله ورسوله ] أي صدقوا بآيات الله، وصدقوا برسوله المبعوث إلى جميع خلقه
[ النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته ] أي آمنوا بالنبي الأمي صاحب المعجزات، الذي لا يقرأ ولا يكتب، المصدق بالكتب التي أنزلها الله عليه وعلى غيره من الأنبياء
[ واتبعوه لعلكم تهتدون ] أى اسلكوا طريقه واقتفوا أثره، رجاء اهتدائكم إلى المطلوب
[ ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ] أى ومن بني إسرائيل جماعة مستقيمون على شريعة الله، يهدون الناس بكلمة الحق لا يجورون، قال الزمخشري : لما ذكر تعالى الذين تزلزلوا منهم في الدين وارتابوا، حتى أقدموا على العظيمتين : عبادة العجل، وطلب رؤية الله، ذكر أن منهم أمة موقنين ثابتين يهدون الناس بكلمة الحق، ويدلونهم ويرشدونهم على الاستقامة
[ وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما ] أي وفرقنا بني إسرائيل فجعلناهم قبائل شتى، اثنتي عشرة قبيلة، من اثنى عشر ولدا من أولاد يعقوب، قال أبو حيان : أى فرقناهم وميزناهم أسباطا ليرجع أمر كل سبط أى - قبيلة - إلى رئيسه، ليخف أمرهم على موسى، ولئلا يتحاسدوا فيقع الهرج، ولهذا فجر لهم اثنتي عشرة عينا لئلا يننازعوا، ويقتتلوا على الماء، وجعل لكل سبب نقيبا ليرجعوا في أمورهم إليه
[ وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه ] أى حين استولى عليهم العطش في التيه
[ أن اضرب بعصاك الحجر ] أى أوحينا إليه أن يضرب الحجر بعصاه فضربه
[ فانبجست منه اثنتا عشرة عينا ] أى انفجرت من الحجر اثنتا عشرة عينا من الماء بعدد الأسباط
[ قد علم كل أناس مشربهم ] أي قد عرف كل سبط وجماعة منهم عينهم الخاصة بهم، قال الطبري : لا يدخل سبط على غيره في شربه
[ وظللنا عليهم الغمام ] أى جعلنا الغمام يكنهم من حر الشمس ويقيهم من أذاها، وكان الظل يسير بسيرهم ويسكن بإقامتهم
[ وأنزلنا عليهم المن والسلوى ] أى وأكرمناهم بطعام شهي هو [ المن ] وهي شيء حلو ينزل على الشجر يجمعونه ويأكلونه و[ السلوى ]، وهو طائر لذيذ اللحم يسمى السماني، كل ذلك من إفضال الله وإنعامه عليهم دون جهد منهم
[ كلوا من طيبات ما رزقناكم ] أى وقلنا لهم : كلوا من هذا الشيء الطيب اللذيذ الذي رزقناكم إياه
[ وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ] في الكلام محذوف تقديره : فكفروا بهذه النعم الجليلة، وما ظلمونا بذلك ولكن ظلموا أنفسهم حيث عرضوها بالكفر لعذاب الله
[ وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم ] أي واذكر لهم حين قلنا لأسلافهم : اسكنوا بيت المقدس، وكلوا من مطاعمها وثمارها من أى جهة، ومن أي مكان شئتم منها
[ وقولوا حطة ] أى وقولوا حين دخولكم : يا ألله حط عنا ذنوبنا
[ نغفر لكم خطيئاتكم ] اي نمح عنكم جميع الذنوب التي سلفت منكم
[ سنزيد المحسنين ] أى وسنزيد من أحسن عمله بإمتثال أمر الله وطاعته، نزيده فوق الغفران دخول الجنان
[ فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم ] أي غير الظالمون منهم أمر الله بقولهم كلاما لا يليق، حيث قالوا بدل [ حطة ] حنطة في شعيرة، وبدل أن يدخلوا ساجدين خشوعا لله، دخلوا يزحفون على أستاههم " أدبارهم " سخرية واستهزاء بأوامر الله


الصفحة التالية
Icon