[ وأطيعوا الله ورسوله ] أى أطيعوا أمر الله وأمر رسوله في الحكم في الغنائم.. قال عبادة بن الصامت : نزلت فينا أصحاب بدر، حين اختلفنا وساءت أخلاقنا، فنزع الله الأنفال من أيدينا وجعلها لرسول الله، ، فقسمها على السواء، فكان في ذلك تقوى الله، وطاعة رسوله، وإصلاح ذات البين
[ إن كنتم مؤمنين ] شرط حذف جوابه أى إن كنتم حقا مؤمنين كاملين في الإيمان فأطيعوا الله ورسوله
[ إنما المؤمنون ] أى انما الكاملون في الإيمان المخلصون فيه
[ الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ] أى إذا ذكر اسم الله فزعت قلوبهم لمجرد ذكره، استعظاما لشأنه، وتهيبا منه جل وعلا
[ وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ] أى اذا تليت عليهم آيات القرآن ازداد تصديقهم ويقينهم بالله
[ وعلى ربهم يتوكلون ] (( قال ابن الخطيب : ليقرأ هذه الآية وليتدبرها كل مؤمن، وليعرضها على نفسه، فان وجدها تنطبق على صفاته فليهنأ بما آتاه الله من فضل، وما وهبه من خير، وان وجدها في واد وهو في واد، فليلجأ إلى الرحيم الودود، وليجأر الى اللطيف الحميد، أن يصفي قلبه ويزيده إيمانا وتوكلا، ويوفقه لإقامة الصلاة وايتاء الزكاة، فنعم القريب ونعم المجيب، وليكن هذا باخلاص قلب وصدق طوية )) أي لا يرجون غير الله ولا يرهبون سواه، قال في البحر : أخبر عنهم باسم الموصول بثلاث مقامات عظيمة هي :(مقام الخوف ) و(مقام الزيادة في الإيمان ) و(مقام التوكل على الرحمن )
[ الذين يقيمون الصلاة ] أى يؤدون الصلاة على الوجه الأكمل بخشوعها وفروضها وآدابها
[ ومما رزقناهم ينفقون ] أى وينفقون في طاعة الله مما أعطاهم الله، وهو عام في الزكاة ونوافل الصدقات
[ أولئك هم المؤمنون حقا ] أى المتصفون بما ذكر من الصفات الحميدة، هم المؤمنون إيمانا حقا لأنهم جمعوا بين الإيمان وصالح الاعمال
[ لهم درجات عند ربهم ] أى لهم منازل رفيعة في الجنة
[ ومغفرة ] أى تكفير لما فرط منهم من الذنوب
[ ورزق كريم ] أى رزق دائم مستمر، مقرون بالإكرام والتعظيم
[ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ] الكاف تقتضي مشبها، شبهت هذه القصة التي هي إخراجه من بيته، بالقصة المتقدمة التي هي سؤالهم عن الأنفال وكراهتهم لما وقع فيها، والمعنى : حالهم في كراهة تنفيل الغنائم كحالهم في حالة خروجك للحرب وقال الطبري : المعنى : كما أخرجك ربك بالحق على كره من فريق من المؤمنين، كذلك يجادلونك في الحق بعدما تبين، والحق الذي كانوا يجادلون فيه النبي (ص) بعدما تبينوه هو القتال
[ وإن فريقا من المؤمنين لكارهون ] أى والحال أن فريقا منهم كارهون للخروج لقتال العدو، خوفا من القتل أو لعدم الإستعداد
[ يجادلونك في الحق بعد ما تبين ] أى يجادلونك يا أيها الرسول في شأن الخروج للقتال بعد أن وضح لهم الحق وبان، وكان جدالهم هو قولهم : ما كان خروجنا إلا للعير، ولو عرفنا لاستعددنا للقتال
[ كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ] قال البيضاوي : أى يكرهون القتال كراهة من ينساق الى الموت وهو يشاهد أسبابه، وذلك لقلة عددهم وعدم تأهبهم، وفيه إيماء إلى أن مجادلتهم إنما كانت لفرط فزعهم ورعبهم
[ وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم ] أى اذكروا حين وعدكم الله يا أصحاب محمد، إحدى الفرقتين أنها لكم غنيمة، إما (العير) او (النفير)


الصفحة التالية
Icon