[ كدأب ] الدأب : العادة، وأصله في اللغة إدامة العمل يقال : فلان يدأب في كذا أى يدوم عليه ويواظب، ثم سميت العادة دأبا لأن الإنسان مداوم على عادته
[ تثقفنهم ] قال الليث : يقال ثقفنا فلانا في موضع كذا أى أخذناه وظفرنا به
[ فشرد ] التشريد : التفريق والتبديد يقال : شردت القوم إذا قاتلتهم وطردتهم عنها حتى فارقوها.
التفسير :
[ واعلموا أنما غنمتم من شيء ] أى اعلموا أيها المؤمنون أنما غنمتوه من أموال المشركين في الحرب، سواء كان قليلا او كثيرا
[ فأن لله خمسه ] قال الحسن : هذا مفتاح كلام، الدنيا والآخرة لله.. يريد أن ذكر اسم الله جاء على جهة (التبرك والتعظيم ) كقوله تعالى [ والله ورسوله أحق أن يرضوه ]. قال المفسرون : تقسم الغنيمة خمسة أقسام، فيعطى الخمس لمن ذكر الله تعالى في هذه الآية، والباقي يوزع على الغانمين
[ وللرسول ] أى سهم من الخمس يعطى للرسول (ص)
[ ولذي القربى ] أي قرابة الرسول، وهم (بنو هاشم " و " بنو المطلب "
[ واليتامى والمساكين وابن السبيل ] أى ولهؤلاء الأصناف من اليتامى الذين مات آباؤهم، والفقراء من ذوي الحاجة، والمنقطع في سفره من المسلمين
[ إن كنتم آمنتم بالله ] جواب الشرط محذوف بقديره : إن كنتم آمنتم بالله، فاعلموا أن هذا حكم الله في الغنائم، فامتثلوا أمره بطاعته
[ وما أنزلنا على عبدنا ] أى وبما أنزلنا على محمد (ص)
[ يوم الفرقان ] أي يوم بدر لأن الله فرق به بين الحق والباطل
[ يوم التقى الجمعان ] أى جمع المؤمنين وجمع الكافرين، والتقى فيه جند الرحمن بجند الشيطان
[ والله على كل شيء قدير ] أى قادر لا يعجزه شيء، ومنه نصركم مع قلتكم وكثرتهم
[ إذ أنتم بالعدوة الدنيا ] هذا تصوير للمعركة، أى وقت كنتم يا معشر المؤمنين بجانب الوادي القريب إلى المدينة
[ وهم بالعدوة القصوى ] أى وأعداؤكم المشركون بجانب الوادي الأبعد عن المدينة
[ والركب أسفل منكم ] أى والعير التي فيها تجارة قريش في مكان أسفل من مكانكم فيما يلي ساحل البحر
[ ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ] أى ولو تواعدتم أنتم والمشركون على القتال، لاختلفتم له، ولكن الله بحكمته يسر وتمم ذلك، قال كعب بن مالك : إنما خرج رسول الله ص والمسلمون يريدون عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد قال الرازي : المعنى لو تواعدتم أنتم وأهل مكة على القتال لخالف بعضكم بعضا لقلتكم وكثرتهم،
[ ولكن ليقضى الله أمرا كان مفعولا ] أى ولكن جمع بينكم على غير ميعاد، ليقضي الله ما أراده بقدرته، من إعزاز الإسلام وأهله، وإذلال الشرك وأهله، فكان أمرا متحققا واقعا لا محالة، قال ابو السعود : والغرض من الآية أن يتحققوا أن ما اتفق لهم من الفتح، ليس إلا صنعا من الله عز وجل، خارقا للعادات، فيزدادوا إيمانا وشكرا، وتطمئن نفوسهم بفرض الخمس
[ ليهلك من هلك عن بينة ] أى فعل ذلك تعالى ليكفر من كفر عن وضوح وبيان
[ ويحيا من حي عن بينة ] أى ويؤمن من آمن عن وضوح وبيان ((ذهب الطبري إلى أن المعنى : ليموت من مات من خلقه عن حجة لله قد أثبتت له وقطعت عذره، وليعيش من عاش منهم عن حجة لله قد أثبتت له وظهرت لعينه فعلمها، وما ذهبنا إليه هو اختيار الجلالين وابن كثير، وهو أوضح ويؤيده ﴿لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ﴾، فالمراد بالحى المؤمن، فالإيمان حياة للقلوب، والكفر هلاك لها ودمار!))، فإن وقعة بدر من الآيات الباهرات على نصر الله لأوليائه، وخذلانه لأعدائه
[ وإن الله لسميع عليم ] أى (سميع ) لأقوال العباد (عليم ) بنياتهم