٤ - [ فما متاع الحياة الدنيا ] أظهر اللفظ في مقام الإضمار، لزيادة التقرير والمبالغة في بيان حقارة الدنيا ودناءتها بالنسبة للاخرة.
٥ - [ يعذبكم عذابا ] بينهما جناس الاشتقاق.
٦ - [ وجعل كلمة الذين كفروا السفلى ] في قوله (كلمة) استعارة لطيفة، ففي قوله [ كلمة الذين كفروا ] استعارة عن الشرك، كما ان " كلمة الله " استعارة عن الايمان والتوحيد.
٧ - [ خفافا وثقالا ] بينهما طباق أى في اليسر والعسر، والمنشط والمكره.
٨ - [ بعدت عليهم الشقة ] استعار الشقة للمسافة الطويلة البعيدة التي توجب المشقة على النفس.
٩ - [ عفا الله عنك ] فيه تقديم المسرة على المضرة، وقد أحسن من قال : إن من لطف الله بنبيه، أن بدأه بالعفو قبل العتب.
فائدة :
روي ان اعرابيا قال لابن عمر : أخبرني عن قول الله تعالى [ والذين يكنزون الذهب والفضة ] فقال ابن عمر : من كنزها فلم يؤد زكاتها فويل له، انما كان هذا قبل ان تنزل الزكاة، فلما انزلت جعلها الله طهرة للأموال، وما أبالي لو كان لي مثل أحد ذهبا أزكيه، وأعمل فيه بطاعة الله تعالى
تنبيه :
دلت الآية [ إذ يقول لصاحبه لا تحزن ] على عظيم فضل الصديق وجليل قدره، اذ جعله الله صاحب الرسول في الغار، ورفيقه في الهجرة، ولهذا قال العلماء : من أنكر صحبة أبي بكر فقد كفر، لانه رد كتاب الله تعالى. لطيفه : عن حيان بن زيد قال : نفرنا مع صفوان بن عمرو، فرأيت شيخا كبيرا هرما، قد سقط حاجباه على عينيه من اهل دمشق على راحلته فيمن أغار، فاقبلت عليه فقلت : يا عم لقد أعذر الله اليك ! ا قال : فرفع حاجبيه فقال يا ابن اخي : استنفرنا الله خفافا وثقالا، ألا إنه من يحبه الله يبتليه، ثم يعيده الله فيبقيه، وإنما يبتلي الله من عباده من شكر وصبر وذكر، ولم يطع إلا الله عز وجل. اقول : رحم الله تلك الانفس الزكية التي باعت ارواحها في مرضاة الله تعالى.
قال الله تعالى :[ ولو ارادوا الخروج لأعدوا له عدة.. الى.. والله عليم حكيم ] من آية (٤٦ ) الى نهاية آية ( ٦٠ ).
المناسبة :
لما ذكر تعالى المنافقين وتباطؤهم عن الخروج للجهاد، ذكر هنا بعض اعمالهم القبيحة من الكيد، والمكر، واثارة الفتن بين المسلمين، والفرح بأذاهم.. وذكر تعالى انهم لو خرجوا مع المؤمنين ما زادوا الجيش الا ضعفا واندحارا بتفريق الجماعة وتشتيت الكلمة، وذكر كثيرا من مثالبهم وجرائمهم الشنيعة.
اللغة :
[ انبعاثهم ] الانبعاث : الانطلاق في الامر
[ فثبطهم ] التثبيط : رد الانسان عن الفعل الذي هم به
[ خبالا ] الخبال : الشر والفساد في كل شيء ومنه المخبول للمعتوه الذي فسد عقله
[ ولأوضعوا ] الايضاع : سرعة السير قال الراجز : ياليتنى فيه جذع اخب فيهاوأضع يقال : وضع البعير اذا أسرع السير، وأوضع الرجل إذا سار بنفسه سيرا حثيثا
[ يجمحون ] جمح : نفر بإسراع من قولهم فرس جموح أى لا يرده اللجام
[ يلمزك ] اللمز : العيب يقال : لمزه اذا عابه قال الجوهري : واصله الاشارة بالعين ونحوها ورجل لماز أى عياب
[ الغارمين ] الغارم : المديون، قال الزجاج : اصل الغرم لزوم ما يشق، والغرام العذاب اللازم الشاق، وسمي العشق غراما لكونه امرا شاقا ولازما، وسمي الدين غراما لكونه شاقا على الانسان.
سبب النزول :
لما اراد (ص) الخروج الى تبوك قال " للجد بن قيس " -وكان منافقا-يا ابا وهب : هل لك في جلاد بني الاصفر-يعنى الروم - تتخذ منهم سراري ووصفاء ؟ فقال يا رسول الله : لقد عرف قومى اني مغرم بالنساء، واني اخشى ان رأيت بني الاصفر ألا اصبر عنهن، فلا تفتني وأذن لي في القعود وأعينك بمالي، فأعرض عنه النبي (ص) وقال : قد أذنت لك، فأنزل الله [ ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ] الآية.
التفسير :


الصفحة التالية
Icon