[ واولئك هم الخاسرون ] أى واولئك هم الكاملون في الخسران
[ ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم ] أى ألم يأت هؤلاء المنافقين خبر الامم السابقين، حين عصوا الرسل ماذا حل بهم من العقوبة ؟
[ قوم نوح وعاد وثمود ] أى هم قوم نوح الذين اهلكوا بالطوفان، وقوم هود " عاد " الذين اهلكوا بالريح، وقوم صالح " ثمود " الذين أهلكوا بالصيحة
[ وقوم ابراهيم ] الذين اهلكوا بسلب النعمة
[ وأصحاب مدين ] قوم شعيب الذين أهلكوا بعذاب يوم الظلة
[ والمؤتفكات ] قرى قوم لوط الذين انقلبت بهم، فصار عاليها سافلها، وامطروا حجارة من سجيل
[ أتتهم رسلهم بالبينات ] أى جاءتهم رسلهم بالمعجزات فكذبوهم
[ فما كان الله ليظلمهم ] أى فما اهلكهم الله ظلما انما اهلكهم بإجرامهم
[ ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ] أى ولكن ظلموا أنفسهم بالكفر وارتكاب المعاصى، أفأمن هؤلاء المنافقون ان يسلك بهم في الانتقام، سبيل أسلافهم المكذبين من اهل الاجرام ؟ ولما ذكر تعالى صفات المنافقين الذميمة، أعقبها بذكر صفات المؤمنين الحميدة فقال
[ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ] أى هم اخوة في الدين يتناصرون ويتعاضدون
[ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ] اي يأمرون الناس بكل خير وجميل يرضي الله، وينهونهم عن كل قبيح يسخط الله، فهم على عكس المنافقين، الذين يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف
[ ويقيمون الصلاة ] أى يؤدونها على الوجه الكامل
[ ويؤتون الزكاة ] أى يعطونها الى مستحقيها ابتغاء وجه الله
[ ويطيعون الله ورسوله ] أى في كل أمر ونهي
[ أولئك سيرحمهم الله ] أى سيدخلهم في رحمته، ويفيض عليهم جلائل نعمته
[ إن الله عزيز ] أى غالب لا يغلب، يعز من أطاعه ويذل من عصاه
[ حكيم ] أى يضع كل شيء في موضعه على اساس الحكمة، في النعمة والنقمة
[ وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار ] اي وعدهم على ايمانهم بجنات وارفة الظلال، تجري من تحت قصورها الانهار
[ خالدين فيها ] أى لابثين فيها ابدا، لا يزول عنهم نعيمها ولا يبيد
[ ومساكن طيبة في جنات عدن ] أى ومنازل يطيب فيها العيش في جنات الخلد والاقامة، قال الحسن : هي قصور من اللؤلؤ والياقوت الاحمر والزبرجد
[ ورضوان من الله أكبر ] أى وشيء من رضوان الله اكبر من ذلك كله، وفي الحديث يقول الله تعالى لاهل الجنة :(يا اهل الجنة فيقولون : لبيك ربنا وسعديك فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : وما لنا لا نرضى وقد اعطيتنا ما لم تعط احدا من خلقك ! فيقول : اعطيكم افضل من ذلك فيقولون : واي شيء افضل من ذلك ؟ فيقول : أحل عليكم رضواني، فلا اسخط عليكم بعده ابدا
[ ذلك هو الفوز العظيم ] أى ذلك هو الظفر العظيم الذي لا سعادة بعده
[ يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين ] قال ابن عباس : جاهد الكفار بالسيف، والمنافقين باللسان
[ واغلظ عليهم ] أى اشدد عليهم بالجهاد والقتال والإرعاب
[ ومأواهم جهنم ] أى مسكنهم ومثواهم جهنم
[ وبئس المصير ] أى بئس المكان الذي يصار اليه جهنم
[ يحلفون بالله ما قالوا ] أى يحلف المنافقون أنهم ما قالوا الذي بلغك عنهم من السب، قال قتادة : نزلت في (عبد الله بن أبي ) وذلك انه اقتتل رجلان : جهنى وانصاري، فعلا الجهنى على الانصاري، فقال ابن سلول للانصار : ألا تنصرون أخاكم ؟ والله ما مثلنا ومثل محمد الا كما قال القائل " سمن كلبك يأكلك " فسعى بها رجل من المسلمين الى النبي (ص) فأرسل اليه يسأله فجعل يحلف بالله ما قاله فأنزل الله فيه هذه الآية "
[ ولقد قالوا كلمة الكفر ] هي قول ابن سلول (لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل )
[ وكفروا بعد إسلامهم ] أى اظهروا الكفر بعد اظهار الاسلام


الصفحة التالية
Icon