[ سخر الله منهم ] أى جازاهم على سخريتهم، وهو من باب المشاكلة
[ ولهم عذاب أليم ] أى عذاب موجع، هو عذاب الآخرة المقيم
[ استغفر لهم او لا تستغفر لهم ] أمر ومعناه الخبر أى سواء يا محمد استغفرت لهؤلاء المنافقين، ام لم تستغفر لهم فلن يغفر الله لهم
[ إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ] قال الزمخشري : والسبعون جار مجرى المثل في كلامهم للتكثير والمعنى مهما اكثرت من الاستغفار لهم، وبالغت فيه فلن يغفر الله لهم ابدا
[ ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله ] أى عدم المغفرة لهم بسبب كفرهم بالله ورسوله كفرا شنيعا، حيث اظهروا الايمان وابطنوا الكفر
[ والله لا يهدي القوم الفاسقين ] أى لا يوفق للايمان الخارجين عن طاعته، ولا يهديهم الى سبيل السعادة
[ فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله ] أى فرح المنافقون الذين تخلفوا عن رسول الله في (غزوة تبوك ) بقعودهم بعد خروج الرسول (ص) مخالفة له حين سار وأقاموا
[ وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ] أى وكرهوا الخروج الى الجهاد، ايثارا للراحة وخوف اتلاف النفس والمال، لما في قلوبهم من الكفر والنفاق
[ وقالوا لا تنفروا في الحر ] أى قال بعضهم لبعض : لا تخرجوا الى الجهاد في وقت الحر، وذلك ان النبي (ص) استنفرهم الى هذه الغزوة في حر شديد، قال ابو السعود : وانما قال [ وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ] على قوله " وكرهوا أن يخرجوا الى الغزو " ايذانا بأن الجهاد في سبيل الله مع كونه من اجل الرغائب، وأشرف المطالب، التى يجب ان يتنافس فيها المتنافسون قد كرهوه، كما فرحوا بأقبح القبائح الذي هو القعود خلاف رسول الله، وقالوا لاخوانهم تواصيا فيما بينهم بالشر والفساد لا تنفروا في الحر، فقد جمعوا ثلاث خصال من الكفر والضلال :" الفرح بالقعود، وكراهية الجهاد، ونهي الغير عن ذلك "، قال تعالى ردا عليهم
[ قل نار جهنم أشد حرا ] أى قل لهم يا محمد : نار جهنم التي تصيرون اليها بتثاقلكم عن الجهاد، اشد حرا مما تحذرون من الحر المعهود، فإن حر الدنيا يزول ولا يبقى، وحر جهنم دائم لا يفتر، فما لكم لا تحذرون نار جهنم ؟ قال الزمخشري : وهذا استجهال لهم، لان من تصون من مشقة ساعة، فوقع بذلك التصون فى مشقة الابد، كان أجهل من كل جاهل
[ لو كانوا يفقهون ] أى لو كانوا يفهمون لنفروا مع الرسول (ص) في الحر، ليتقوا به حر جهنم، الذي هو اضعاف اضعاف هذا ولكنهم (كالمستجير من الرمضاء بالنار)
[ فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا ] أمر يراد به الخبر، معناه : فسيضحكون قليلا، وسيبكون كثيرا، قال ابن عباس : الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاءوا، فإذا انقطعت الدنيا وصاروا الى الله عز وجل، استأنفوا بكاء لا ينقطع ابدا
[ جزاء بما كانوا يكسبون ] اي جزاء لهم على ما اجترحوا من فنون المعاصى
[ فإن رجعك الله الى طائفة منهم ] أى فإن ردك الله من (غزوة تبوك ) الى طائفة من المنافقين، الذين تخلفوا بغير عذر
[ فاستأذنوك للخروج ] أى طلبوا الخروج معك لغزوة اخرى
[ فقل لن تخرجوا معي أبدا ] أى قل لهم لن تخرجوا معي للجهاد ابدا
[ ولن تقاتلوا معى عدوا ] أى لن يكون لكم شرف القتال معي لاعداء الله، وهو خبر معناه النهي للمبالغة، جار مجرى الذم لهم لاظهار نفاقهم
[ إنكم رضيتم بالقعود أول مرة ] أى قعدتم عن الخروج معي اول مرة، حين لم تخرجوا الى تبوك
[ فاقعدوا مع الخالفين ] أى فاقعدوا مع المتخلفين عن الغزو من النساء والصبيان
[ ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ] أى لا تصل يا محمد على أحد من هؤلاء المنافقين اذا مات، لان صلاتك رحمة، وهم ليسوا اهلا للرحمة
[ ولا تقم على قبره ] أى لا تقف على قبره للدفن، او للزيارة والدعاء


الصفحة التالية
Icon