[ إنهم كفروا بالله ورسوله ] أى لانهم كانوا في حياتهم منافقين، يظهرون ايمان ويبطنون الكفر
[ وماتوا وهم فاسقون ] اي وماتوا وهم على نفاقهم، خارجون من الاسلام، متمردون في العصيان، نزلت في ابن سلول
[ ولا تعجبك أموالهم وأولادهم ] أى لا تستحسن ما انعمنا به عليهم من الاموال والاولاد
[ إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا ] أى لا يريد الله بهم الخير، انما يريد ان يعذبهم بها في الدنيا بالمصائب والنكبات
[ وتزهق أنفسهم وهم كافرون ] أى تخرج ارواحهم ويموتوا على الكفر، منشغلين بالتمتع بالاموال والاولاد، عن النظر والتدبر في العواقب
[ وإذا أنزلت سورة ] التنكير للتفخيم أى واذا انزلت سورة جليلة الشأن
[ أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله ] أى بأن آمنوا بالله بصدق، يقين، وجاهدوا مع الرسول لنصرة الحق واعزاز الدين
[ استأذنك أولوا الطول منهم ] أى استأذنك في التخلف أولو الغنى والمال الكثير
[ وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين ] أى دعنا نكن مع الذين لم يخرجوا للغزو، وقعدوا للعذر، قال تعالى تقبيحا لهم وذما
[ رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ] أى رضوا بأن يكونوا مع النساء والمرضى والعجزة الذين تخلفوا في البيوت
[ وطبع على قلوبهم ] أى ختم عليها
[ فهم لا يفقهون ] أى فهم لا يفهمون ما في الجهاد، وطاعة الرسول من السعادة، وما في التخلف عنه من الشقاوة
[ لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم ] قال الرازي : لما شرح حال المنافقين، بين حال الرسول والمؤمنين بالضد منه، حيث بذلوا المال والنفس، في طلب رضوان الله والتقرب اليه والمعنى : ان تخلف هؤلاء ولم يجاهدوا، فقد جاهد من هو خير منهم واخلص نية واعتقادا
[ وأولئك هم المفلحون ] أى الفائزون بالمطلوب
[ أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ] أى اعد الله وهيأ لهم على ايمانهم وجهادهم، بساتين تجري من تحت قصورها الانهار
[ خالدين فيها ] أى لابثين في الجنة ابدا
[ ذلك الفوز العظيم ] أى ذلك هو الظفر العظيم الذي لا فوز وراءه
[ وجاء المعذرون من الأعراب ] أى جاء المعتذرون من الاعراب، الذين انتحلوا الاعذار وتخلفوا عن الجهاد
[ ليؤذن لهم ] أى في ترك الجهاد، وهذا بيان لاحوال المنافقين من الاعراب، بعد بيان احوال المنافقين من اهل المدينة، قال البيضاوي : هم " أسد " و " غطفان " استأذنوا في التخلف معتذرين بالجهد وكثرة العيال
[ وقعد الذين كذبوا الله ورسوله ] أى وقعد عن الجهاد الذي كذبوا الله ورسوله في دعوى الايمان، وهم قوم لم يجاهدوا ولم يعتذروا عن تخلفهم
[ سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم ] وعيد لهم شديد اي سينال هؤلاء المتخلفين الكاذبين في دعوى الايمان، عذاب اليم بالقتل والأسر في الدنيا، ونار جهنم في الآخرة
[ ليس على الضعفاء ولا على المرضى ] أى ليس على الشيوخ المسنين، ولا على المرضى العاجزين، الذين لا يستطيعون الجهاد لعجزهم او مرضهم
[ ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون ] اي الفقراء الذين لا يجدون نفقة للجهاد
[ حرج ] أى إثم في القعود
[ إذا نصحوا لله ورسوله ] أى : اخلصوا الايمان والعمل الصالح، فلم يرجفوا بالناس ولم يثبطوهم، ولم يثيروا الفتن، فليس على هؤلاء حرج، اذا تركوا الغزو لانهم اصحاب اعذار
[ ما على المحسنين من سبيل ] أى ليس عليهم جناح، ولا الى معاتبتهم سبيل، وصفهم بالمحسنين لانهم نصحوا لله ورسوله، ورفع عنهم العقوبة والتعنيف واللوم وهذا من بليغ الكلام لان معناه : لا سبيل لعاتب عليهم، وهو جار مجرى المثل
[ والله غفور رحيم ] أى عظيم المغفرة والرحمة، حيث وسع على اهل الاعذار


الصفحة التالية
Icon