[ ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم ] نزلت في البكائين الذين ارادوا الغزو مع رسول الله، ولم يجد الرسول (ص) ما يحملهم عليه، قال البيضاوي : هم " البكاءون، سبعة من الانصار أتوا رسول الله (ص) وقالوا : قد نذرنا الخروج فاحملنا نغزو معك، فقال عليه الصلاة والسلام :" لا اجد ما احملكم عليه " فتولوا وهم يبكون
[ قلت لا أجد ما أحملكم عليه ] أى ليس عندي ما أحملكم عليه من الدواب
[ تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ] أى انصرفوا واعينهم تسيل دمعا من شدة الحزن
[ ألا يجدوا ما ينفقون ] أى لانهم لم يجدوا ما ينفقونه لغزوهم، ولم يكن عند الرسول ما يحملهم عليه
[ إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء ] أى انما الاثم والحرج على الذين يستأذنوك في التخلف، وهم قادرون على الجهاد وعلى الانفاق لغناهم
[ رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ] اي رضوا بان يكونوا مع النساء والمرضى والعجزة
[ وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون ] أى ختم عليها فهم لذلك لا يهتدون الى الحق، ولا يعرفون سبيل النجاة!
البلاغة :
١ - [ يعلم.. وعلام الغيوب ] بين (يعلم ) و(علام ) جناس الاشتقاق.
٢ - [ ولهم عذاب أليم ] التنوين في عذاب للتهويل والتفخيم.
٣ - [ استغفر لهم او لا تستغفر لهم ] بينهما طباق السلب، وقد خرج الامر عن حقيقته الى التسوية، للاقناط من المغفرة لهم.
٤ - [ فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا ] فيه من المحسنات البديعية ما يسمى (بالمقابلة) المقابلة بين الضحك والبكاء، والقليل والكثير.
٥ - [ رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ] الخوالف : النساء القواعد، بطريق الاستعارة، وانما سمي النساء خوالف تشبيها لهن بالأعمدة تكون في اواخر بيوت الحي.
٦ - [ ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم ] هو من عطف الخاص على العام، اعتناء بشأنهم، أفاده الالوسى.
فائدة :
قال الزمخشري عند قوله تعالى [ إن تستغفر لهم سبعين مرة ] لفظ السبعين جار مجرى المثل في كلام العرب للتكثير، قال علي بن أبى طالب : لأصبحن العاص وابن العاصى سبعين ألفا عاقدي النواصي فذكرها ليس لتحديد العدد، وانما هو للمبالغة، جريا على اساليب العرب.
تنبيه :
انما منع (ص) من الصلاة على المنافقين، لان الصلاة على الميت دعاء واستغفار واستشفاع له، والكافر ليس بأهل لذلك. لطيفه : اشتهر " حذيفة بن اليمان " بانه صاحب سر الرسول (ص) وقد قال له (ص) : إني مسر اليك سرا فلا تذكره لاحد، اني نهيت ان اصلي على فلان وفلان، لرهط ذوي عدد من المنافقين، ولذلك كان عمر رضي الله عنه يأتيه فيقول : اسألك بالله، هل عدني رسول الله (ص) من المنافقين ؟ ! رضي الله عنه وارضاه
قال الله تعالى :[ يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم.. الى.. والله عليم حكيم ] من آية (٩٤) الى نهاية آية (١١٠).
المناسبة :
لا تزال الآيات تتحدث عن المنافقين، الذين تخلفوا عن الجهاد، وجاءوا يؤكدون تلك الاعذار بالأيمان الكاذبة، وقد ذكر تعالى من مكائد المنافقين " مسجد الضرار " الذي بنوه ليكون وكرا للتآمر على الاسلام والمسلمين، وحذر نبيه (ص) من الصلاة فيه، لانه لم يشيد على اساس من التقوى، وانما بني ليكون مركزا لاهل الشقاق والنفاق، ولتفريق وحدة المسلمين، وقد اشتهر باسم " مسجد الضرار " لقوله سبحانه [ اتخذوا مسجدا ضرارا ].
اللغة :
[ انقلبتم ] رجعتم
[ رجس ] الرجس : الشيء الخبيث المستقذر، وقد يطلق على النجس
[ ومأواهم ] قال الجوهري : المأوى كل مكان يأوي اليه الانسان، ليلا او نهارا
[ الاعراب ] جمع أعرابي قال اهل
اللغة :


الصفحة التالية
Icon