يقال رجل عربي اذا كان من العرب، وجمعه العرب، ورجل اعرابي اذا كان بدويا يطلب مساقط الغيث والكلا، سواء كان من العرب او من مواليهم، فمن استوطن القرى العربية فهؤلاء عرب، ومن نزل البادية فهم أعراب
[ أجدر ] أولى وأحق
[ مغرها ] المغرم : الغرم والخسران، واصله من الغرام وهو لزوم الشيء
[ مردوا ] ثبتوا واستمروا واصل الكلمة من اللين والملامسة والتجرد، فكأنهم تجردوا للنفاق، ومنه رملة مرداء لا نبت فيها، وغصن أمرد لا ورق عليه، وغلام أمرد لا لحية له
[ مرجون ] الإرجاء : التأخير يقال : ارجأته أى أخرته ومنه المرجئة لأنهم أخروا العمل
[ ضرارا ] الضرار : محاولة الضر، وفي الحديث ( لا ضرر ولا ضرار )
[ إرصادا ] الارصاد : الترقب والانتظار يقال أرصدت له كذا اذا أعددته مرتقبا له به
[ شفا ] الشفا : الحرف والشفير ومنه اشفى على كذا إذا دنا منه
[ جرف ] : ما تجرفه السيول من الاودية ويبقى على الاطراف طين مشرف على السقوط، واصله من الجرف وهو اقتلاع الشيء من اصله
[ هار ] ساقط يقال : تهور البناء اذا سقط واصله هائر.
سبب النزول :
روي ان " ابا عامر الراهب " كان قد تنصر في الجاهلية وترهب، فلما خرج رسول الله (ص) عاداه لانه ذهبت رياسته وقال : لا اجد قوما يقاتلونك الا قاتلتك معهم - وسماه النبي ص ابا عامر الفاسق - فلما انهزمت هوازن في حنين خرج الى الشام، وارسل الى المنافقين ان استعدوا بما استطعتم من قوة وسلاح، وابنوا لي مسجدا فإني ذاهب الى قيصر، فآتي بجند الروم فأخرج محمدا واصحابه، فبنوا مسجدا الى جانب (مسجد قباء) وأتوا رسول الله (ص) فقالوا : انا بنينا مسجدا لذي العلة، والحاجة، والليلة المطيرة، وانا نحب ان تأتينا فتصلي لنا فيه، فدعا بثوبه ليلبسه فيأتيهم فنزل عليه القرآن، واخبر الله رسوله خبر " مسجد الضرار " وما هموا به، فدعا (ص) بعض الصحابة وقال لهم : انطلقوا الى هذا المسجد الظالم اهله واحرقوه، فذهبوا اليه فحرقوه وهدموه، وتفرق عنه اهله، وفيه نزلت [ والذين اتخدوا مسجدا ضرارا.. ] الآية.
التفسير :
[ يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم ] أى يعتذر اليكم هؤلاء المتخلفون عن غزوة تبوك، اذا رجعتم اليهم من سفركم وجهادكم
[ قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم ] أى قل لهم لا تعتذروا فلن نصدقكم فيما تقولون
[ قد نبأنا الله من أخباركم ] أى قد اخبرنا الله باحوالكم وما في ضمائركم من الخبث والنفاق
[ وسيرى الله عملكم ورسوله ] أى وسيرى الله ورسوله عملكم فيما بعد، أتتوبون من نفاقكم أم تقيمون عليه ؟
[ ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة ] أى ثم ترجعون بعد مماتكم الى الله تعالى، الذي يعلم السر والعلانية، ولا تخفى عليه خافية
[ فينبئكم بما كنتم تعملون ] أى فيخبركم عند وقوفكم بين يديه باعمالكم كلها، ويجازيكم عليها الجزاء العادل
[ سيحلفون بالله لكم ] أى سيحلف لكم بالله هؤلاء المنافقون
[ إذا انقلبتم إليهم ] أى اذا رجعتم اليهم من تبوك، معتذرين بالاعذار الكاذبة
[ لتعرضوا عنهم ] أى لتصفحوا عنهم ولتعرضوا عن ذمهم
[ فأعرضوا عنهم ] أى فأعرضوا عنهم إعراض مقت واجتناب، وخلوهم وما اختاروا لانفسهم من الكفر والنفاق، قال ابن عباس : يريد ترك الكلام والسلام.. ثم ذكر تعالى العلة فقال :
[ إنهم رجس ] أى لانهم كالقذر لخبث باطنهم
[ ومأواهم جهنم ] أى مصيرهم الى جهنم هي مسكنهم ومأواهم
[ جزاء بما كانوا يكسبون ] أى جزاء لهم على نفاقهم في الدنيا، وما اكتسبوه من الآثام
[ يحلفون لكم لترضوا عنهم ] كرره لبيان كذبهم وللتحذير من الاغترار بمعاذيرهم الكاذبة، أى يحلفون لكم بأعظم الايمان لينالوا رضاكم


الصفحة التالية
Icon