[ مردوا على النفاق ] أى لجوا في النفاق واستمروا عليه، قال ابن عباس : مرنوا عليه وثبتوا، منهم ابن سلول، والجلاس، وابو عامر الراهب
[ لا تعلمهم نحن نعلمهم ] أى لا تعلمهم انت يا محمد لمهارتهم في النفاق، بحيث يخفى امرهم على كثيرين، ولكن نحن نعلمهم ونخبرك عن احوالهم
[ سنعذبهم مرتين ] أى في الدنيا بالقتل والاسر، وعند الموت بعذاب القبر
[ ثم يردون إلى عذاب عظيم ] اي ثم في الآخرة يردون الى عذاب النار، الذي اعده الله للكفار والفجار
[ وآخرون اعترفوا بذنوبهم ] اي وقوم آخرون اقروا بذنوبهم ولم يعتذروا عن تخلفهم بالمعاذير الكاذبة، قال الرازي : هم قوم من المسلمين تخلفوا عن غزوة تبوك، لا لنفاقهم بل لكسلهم، ثم ندموا على ما فعلوا وتابوا
[ خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ] أى خلطوا جهادهم السابق وخروجهم مع الرسول، لسائر الغزوات بالعمل السيىء، وهو تخلفهم عن غزوة تبوك هذه المرة
[ عسى الله أن يتوب عليهم ] أى لعل الله يتوب عليهم، قال الطبري : و(عسى) من الله واجب ومعناه : سيتوب الله عليهم، ولكنه في كلام العرب بمعنى الترجي على ما وصفت
[ إن الله غفور رحيم ] أى ذو عفو لمن تاب، عظيم الرحمة لمن اناب
[ خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ] أى خذ يا محمد من هؤلاء الذين اعترفوا بذنوبهم صدقة، تطهرهم بها من الذنوب والذنس، وتنمي بتلك الصدقة حسناتهم، حتى يرتفعوا بها الى مراتب المخلصين الابرار
[ وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم ] أى وادع لهم بالمغفرة فإن دعاءك واستغفارك طمأنينة لهم، قال ابن عباس :[ سكن لهم ] رحمة لهم
[ والله سميع عليم ] أى سميع لقولهم عليم بنياتهم
[ ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ] الاستفهام للتقرير، أى ألم يعلم اولئك التائبون ان الله تعالى هو الذي يقبل توبة من تاب من عباده،
[ ويأخذ الصدقات ] أى يتقبلها ممن اخلص النية
[ وأن الله هو التواب الرحيم ] أى وان الله وحده المتفرد بقبول التوبة والرحمة، لقوله تعالى [ غافر الذنب قابل التوب ]
[ وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ] صيغة امر متضمنة للوعيد، أى اعملوا ما شئتم من الاعمال فاعمالكم لا تخفى على الله، وستعرض يوم الحساب على الرسول والمؤمنين
[ وستردون الى عالم الغيب والشهادة ] أى وستردون الى الله الذي لا تخفى عليه خافية
[ فينبئكم بما كنتم تعملون ] أى فيجازيكم على اعمالكم ان خيرا فخير، وان شرا فشر
[ وآخرون مرجون لأمر الله ] أى وآخرون من المتخلفين، مؤخرون الى ان يظهر امر الله فيهم، قال ابن عباس : هم " كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن امية " لم يسارعوا الى التوبة والاعتذار، وكانوا من اصحاب بدر، فنهى النبي (ص) عن كلامهم والسلام عليهم، فصاروا مرجئين لأمره تعالى الى ان يتجاوز عن سيئاتهم، فهو تعالى وحده الذي يقبل التوبة، ويتوب على العبد دون غيره
[ إما يعذبهم وإما يتوب عليهم ] أى اما ان يعذبهم ان لم يتوبوا، واما ان يوفقهم للتوبة ويغفر لهم
[ والله عليم حكيم ] أى عليم باحوالهم، حكيم فيما يفعله بهم، وهؤلاء الثلاثة المذكورون في قوله تعالى [ وعلى الثلاثة الذين خلفوا ] وقد وقف امرهم خمسين ليلة، وهجرهم الناس حتى نزلت توبتهم بعد
[ والذين اتخذوا مسجدا ضرارا ] أى ومن المنافقين جماعة بالغوا في الاجرام، حتى ابتنوا مجمعا يدبرون فيه الشر، وسموه " مسجدا " مضارة للمؤمنين، وقد اشتهر باسم " مسجد الضرار "
[ وكفرا ] أى نصرة للكفر الذي يخفونه
[ وتفريقا بين المؤمنين ] أى يفرقون بواسطته جماعة المؤمنين، ويصرفونهم عن مسجد قباء


الصفحة التالية
Icon