فقد كان الاتجاه العلمي السائد في عصور التاليف الاسلامي الاولى هو الاستيعاب الشامل لكل ما قيل وروي في الموضوع، فكانت كتب المؤلفين في التفسير، والحديث، والسيرة، والتاريخ اشبه بموسوعات علمية. وان كانت لهذا الاتجاه والاسلوب الشائع فوائد اعظمها صيانة هذه الثروة العلمية من الضياع، وتمكين القارئ من اختيار ما هو اوفق واقرب الى ذوقه فقد احدث مشكلة -خصوصا في هذا العصر- وهي ان الطالب المبتدئ والمتوسط يحار في اختيار اقرب الاقوال الى الصواب، و يتشتت ذهنه فلا يرسخ فيه قول واحد ويجد نفسه في غابة ملتفة من الاقوال والاراء والمذاهب، ولذالك مال كثير من المؤلفين في كل عصر الى الانتقاء من هذه الكتب الموسوعية، واختيار اقرب الاقوال واقواها، فكانت لهذه الكتب فائدة عظيمة وفضل كبير على طلبة العلم.
و كان هذا العصر من احوج العصور الى هذا الاسلوب من التاليف لقصر الوقت وضعف الهمم وتشتت الاذهان، لذالك كان صديقنا الفاضل فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني موفقا كل التوفيق في وضع كتابه " صفوة التفاسير " فقد وفر على طلبة علم التفسير وقتا طويلا واخذ بيدهم الى ما هو عصارة دراسته وخلاصة التفاسير، لا يقدر على ذلك الا من توسعت دراسته وسلم ذوقه وحسنت ممارسته لفن التدريس، فاستحق بذلك شكر طلبة العلم والمشتغلين بفن التفسير جزاه الله خيرا واثابه وتقبل عمله.
ابو الحسن علي الحسني الندوي
مكة المكرمة ٩-٤-١٣٩٦ ه
كلمة معالي الدكتور عبد الله عمر نصيف مدير جامعة الملك عبد العزيز
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على عبده ونبيه ورسوله نبينا الامين، محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين، وعلى اله وصحبه اجمعين... وبعد :
فان اشرف ما يقدمه الباحثون، واسمى ما يسعى اليه المؤلفون، في بحوثهم وتاليفهم، ما كان في خدمة القران العظيم، وعلومه الجليلة الزاهرة... وشرف الانسان بشرف الرسالة التي يحملها، والغاية التي يسعى من اجل تحقيقها.. وليس ثمة جهد يضاهي جهد العلماء، فانهم مشاعل النور والضياء، في كل زمان ومكان، ولهذا رفع الله قدرهم، واعلى شانهم بقوله جل ثناؤه :
(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولوا الالباب)
و ان هذا العمل الجليل، الذي قام به فضيلة الاخ العزيز الشيخ محمد علي الصابوني استاذ التفسير وعلوم القران بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية بمكة المكرمة، من استخلاص لمجموعة من تفاسير القران الكريم، لعدد من جهابذة الائمة المفسرين، لتكون في متناول العلماء وطلاب العلم على حد سواء، لهو توفيق من الله سبحانه وتعالى للمؤلف، فقد مكنه جل وعلا من تقديم هذه الكنوز العظيمة، في سفر واحد هو " صفوة التفاسير " ليسهل على الباحثين مهمة الاطلاع والفهم لكتاب الله عز وجل.
والله اسال ان يثيب فضيلة المؤلف على عمله، وان ينفع به المسلمين، وان يجزيه عنهم خير الجزاء انه ولي ذلك والقادر عليه، والله من وراء القصد، وهو الهادي الى سواء السبيل.
الدكتور عبد الله عمر نصيف
مدير جامعة الملك عبد العزيز
جدة : ١٥ صفر ١٤٠٠ ه
الموافق : ٣ يناير ١٩٨٠ م
كلمة سعادة الدكتور راشد بن راجح عميد كلية الشريعة والدراسات الاسلامية بمكة المكرمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.


الصفحة التالية
Icon