٧- [ وما هم بخارجين من النار ] الجملة اسمية وإيرادها بهذه الصيغة لإفادة دوام
الخلود.
الفوائد :
الأولى : ذكر تعالى فى الآية من عجائب مخلوقاته ثمانية أنواع تنبيها على ما فيها
من العبر، واستدلالا على الوحدانية من الأثر،
- الأول : خلق السموات وما فيها من الكواكب والشمس والقمر.
- الثاني : الأرض وما فيها من جبال وبحار وأشجار وأنهار ومعادن وجواهر،
- الثالث : اختلاف الليل والنهار بالطول والقصر، والنور والظلمة، والزيادة
والنقصان،
- الرابع : السفن العظيمة كأنها الراسيات من الجبال، وهي موقرة بالأثقال
والرجال، تجري بها الرياح مقبلة ومدبرة،
- الخامس : المطر الذي جعله الله سببا لحياة الموجودات من حيوان ونبات وإنزاله
بمقدار،
- السادس : ما بث في الأرض من إنسان وحيوان مع اختلاف الصور والأشكال والألوان،
- السابع : تصريف الرياح، والهواء جسم لطيف وهو مع ذلك في غاية القوة، بحيث يقلع
الصخر والشجر ويخرب البنيان العظيم، وهو سبب حياة الموجودات، فلو أمسك طرفة عين
لمات كل ذي روح وأنتن ما على وجه الأرض،
- الثامن : السحاب مع ما فيه من المياه العظيمة التي تسيل منها الأودية الكبيرة،
يبقى معلقا بين السماء والأرض، بلا علاقة تمسكه، ولا دعامة تسنده، فسبحان الله
الواحد القهار!!.
الثانية : ورد لفظ الرياح في القرآن مفردة ومجموعة، فجاءت مجموعة مع الرحمة،
مفردة مع العذاب كقوله :[ ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات ] وقوله :[ وهو الذي
أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ] وجاءت مفردة في العذاب كقوله :[ بريح صرصر
عاتية ] وقوله :[ الريح العقيم ] وروي أن رسول الله (ص) كان يقول إذا هبت الريح :
" اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحاً ".
قال الله تعالى :[ يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيبا.. إلى.. لفي
شقاق بعيد ] من آية (١٦٨) إلى نهاية آية (١٧٦).
المناسبة :
لما بين تعالى التوحيد ودلائله، وما للمؤمنين المتقين والكفرة العاصين، اتبع
ذلك بذكر إنعامه على الكافر والمؤمن، ليدل على أن الكفر لا يؤثر في قطع
الإنعام، لأنه تعالى رب العالمين، فإحسانه عام لجميع الأنام، دون تمييز بين
مؤمن وكافر، وبر وفاجر، ثم دعا المؤمنين الى شكر المنعم جل وعلا، والأكل من
الطيبات التي أباحها الله، واجتناب ما حرمه الله من أنواع الخبائث.
اللغة :
[ خطوات الشيطان ] جمع خطوة وهي في الأصل ما بين القدمين عند المشي، وتستعمل
مجازاً في تتبع الآثار
[ السوء ] ما يسوء الإنسان أي يحزنه ويطلق على المعصية قولا أو فعلاً أو اعتقادا
لأنها تسوء صاحبها أي تحزنه في الحال أو المآل
[ الفحشاء ] ما يستعظم ويستفحش من المعاصي فهي أقبح أنواع المعاصي
[ ألفينا ] وجدنا ومنه قوله سبحانه :[ وألفينا سيدها لدى الباب ] [ إنهم ألفوا
آباءهم ضالين ] أي وجدوا
[ ينعق ] يصيح يقال : نعق الراعي بغنمه ينعق نعيقا إذا صاح بها وزجرها، قال
الأخطل : فانعق بضأنك يا جرير فإنما منتك نفسك في الخلاء ضلالا
[ أهل ] الإهلال : رفع الصوت يقال : أهل المحرم إذا رفع صوته بالتلبية، ومنه إهلال
الصبي وهو صياحه عند الولادة، وكان المشركون إذا ذبحوا ذكروا اللات والعزى،
ورفعوا بذلك أصواتهم
[ أضطر ] ألجئ أي ألجأته الضرورة إلى الأكل من المحرمات
[ باغ ولا عاد ] الباغي من البغي، والعادي من العدوان، وهما بمعنى الظلم وتجاوز
الحد
[ يزكيهم ] يطهرهم من التزكية وهي التطهير
[ شقاق ] الشقاق : الخلاف والعداوة، بحيث يكون كل واحد في شق أي طرف.
التفسير :
[ يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ] الخطاب عام لجميع البشر، أي كلوا
مما أحله الله لكم من الطيبات، حال كونه مستطابا في نفسه، غير ضار بالأبدان
والعقول