تسمى " الفاتحة، وأم الكتاب، والسبع المثاني، والشافية، والوافية، والكافية، والأساس، والحمد " وقد عددها العلامة القرطبي وذكر أن لهذه السورة الكريمة اثنى عشر اسماً.
اللغة :
[ الحمد ] الثناء بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل، مقروناً بالمحبة، وهو نقيض الذم وأعم من الشكر، لأن الشكر يكون مقابل النعمة بخلاف الحمد
[ الله ] اسم علم للذات المقدسة لا يشاركه فيه غيره، قال القرطبي : هذا الاسم
[ الله ] أكبر أسمائه سبحانه وأجمعها، وهو اسم للموجود الحق، الجامع لصفات الإلهية، المنعوت بنعوت الربوبية، المنفرد بالوجود الحقيقي لا إله إلا هو سبحانه
[ رب ] الرب : مشتق من التربية وهى إصلاح شؤون الغير ورعاية أمره، قال الهروي :" يقال لمن قام بإصلاح شئ وإتمامه :" قد ربه، ومنه الربانيون لقيامهم بالكتب " (تفسير القرطبى ١/١٣٣) والرب يطلق على عدة معان وهى " المالك، والمصلح، والمعبود، والسيد المطاع "
[ العالمين ] العالم : اسم جنس لا واحد له من لفظه كالرهط، وهو يشمل : الإنس والجن واللائكة والشياطين كذا قال الفراء، وهو مشتق من العلامة لأن " العالم " علامة على وجود الخالق جل وعلا
[ الرحمن الرحيم ] صفتان مشتقتان من الرحمة، وقد روعى في كل من
[ الرحمن ] و
[ الرحيم ] معنى لم يراع فى الآخر، فالرحمن بمعنى عظيم الرحمة لأن " فعلان " صيغة مبالغة فى كثرة الشيء وعظمته، ولا يلزم منه الدام كغضبان وسكران، والرحيم بمعنى دائم الرحمة لأن صيغة " فعيل " تستعمل فى الصفات الدائمة، ككريم وظريف فكأنه قيل : العظيم الرحمة، الدائم الإحسان.
قال الخطابي : الرحمن ذو الرحمة الشاملة التى وسعت الخلق فى أرزاقهم ومصالحهم، وعمت المؤمن والكافر، والرحيم خاص بالمؤمن كما قال تعالى :
[ وكان بالمؤمنين رحيما ] ٍ،
[ الدين ] الجزاء ومنه الحديث " كما تدين تدان " أى كما تفعل تجرى
[ نعبد ] قال الزمخشري : العبادة أقصى غاية الخضوع والتذلل، ولذلك لم تستعمل إلا فى الخضوع لله تعالى، لأنه مولي أعظم النعم فكان حقيقاً بأقصى الخضوع
[ الصراط ] الطريق وأصله بالسين من الاستراط بمعنى الابتلاع، كأن الطريق يبتلع السالك، قال الشاعر :
شحنا أرضهم بالخيل حتى تركناهم أذل من الصراط
[ المستقيم ] الذي لا عوج فيه ولا انحراف " آمين " أى استجب دعاءنا، وهي ليست من القرآن الكريم إجماعاً، ولهذا لم تكتب فيه، وإنما هى من تعليم رسول الله وهديه.
التفسير :
علمنا البارى جل وعلا كيف ينبغى أن نحمده تعالى ونقدسه، ونثني عليه بما هو أهله فقال
[ الحمد لله رب العالمين ] أي قولوا يا عبادي إذا أردتم شكري وثنائي الحمد لله، اشكروني على إحساني وجميلي إليكم، فأنا الله ذو العظمة والمجد والسؤدد، المتفرد بالخلق والإيجاد، رب الإنس والجن والملائكة، ورب السموات والأرضين، فالثناء والشكر لله رب العالمين، دون ما يعبد من دونه
[ الرحمن الرحيم ] أي الذي وسعت رحمته كل شئ وعم فضله جميع الأنام، بما أنعم على عباده من الخلق، والرزق، والهداية إلى سعادة الدارين، فهو الرب الجليل عظيم الرحمة دائم الإحسان
[ مالك يوم الدين ] أي هو سبحانه المالك للجزاء والحساب، المتصرف فى يوم الدين تصرف المالك في ملكه
[ يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ]
[ إياك نعبد وإياك نستعين ] أي نخصك يا ألله بالعبادة، ونخصك بطلب الإعانة، فلا نعبد أحدا سواك، لك وحدك ربنا نذل ونخضع، ونستكين ونخشع، وإياك ربنا نستعين على طاعتك ومرضاتك، فإنك المستحق لكل إجلال وتعظيم، ولا يملك القدرة على عوننا أحد سواك
[ إهدنا الصراط المستقيم ] أي دلنا وأرشدنا يا رب إلى طريقك الحق، ودينك المستقيم وثبتنا على الإسلام الذي بعثت به أنبياءك ورسلك، وأرسلت به خاتم المرسلين، واجعلنا ممن سلك طريق المقربين


الصفحة التالية
Icon