[ ولا ذلة ] أى هوان وصغار
[ أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ] أى دائمون لا زوال فيها ولا انقراض لنعيمها، بخلاف الدنيا وزخارفها
[ والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها ] أى والذين عملوا السيئات في الدنيا فعصوا الله وكفروا، فسيجزون على السيئة بمثلها لا يزادون على ذلك، فالحسنات مضاعفة بفضل الله، والسيئات جزاؤها بالمثل، عدلا منه تعالى (( قال في جوهرة التوحيد : فالسيئات عنده بالمثل : والحسنات ضوعفت بالفضل ))
[ وترهقهم ذلة ] اي تغشاهم ذلة وهوان
[ ما لهم من الله من عاصم ] أى ليس لهم أحد يعصمهم، او يمنعهم من سخط الله تعالى وعقابه
[ كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما ] أى كأنما ألبست وجوههم من فرط السواد والظلمة قطعا من ظلام الليل
[ اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ] أى لا يخرجون منها ابدا
[ ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا ] أى نجمع الفريقين للحساب : المؤمنين والكافرين، ثم نقول للذين أشركوا بالله
[ مكانكم أنتم وشركاؤكم ] أى الزموا مكانكم انتم والذين عبدتموهم من دون الله، لا تبرحوا حتى تنظروا ما يفعل الله بكم
[ فزيلنا بينهم ] أى ففرقنا وميزنا بينهم وبين المؤمنين، كقوله تعالى [ وامتازوا اليوم أيها المجرمون ]
[ وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون ] أى تبرأ منهم الشركاء وهم الاصنام الذين عبدوهم من دون الله، قال مجاهد : ينطق الله الاوثان فتقول ؟ ما كنا نشعر بأنكم ايانا تعبدون وما امرناكم بعبادتنا " ! ! كقوله سبحانه [ إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ]
[ فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم ] أى تقول الشركاء للمشركين يوم القيامة : حسبنا الله شاهدا بيننا وبينكم
[ إن كنا عن عبادتكم لغافلين ] أى ما كنا عن عبادتكم لنا الا غافلين، لا نسمع ولا نبصر ولا نعقل، لأنا كنا جمادا لا روح فينا
[ هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت ] أى في ذلك الوقت تختبر كل نفس بما قدمت من خير او شر، وتنال جزاء ما عملت
[ وردوا الى الله مولاهم الحق ] اي ردوا الى الله تعالى المتولي جزاءهم بالعدل والقسط
[ وضل عنهم ما كانوا يفترون ] أى ضاع وذهب عنهم ما كانوا يزعمونه، من ان الاوثان تشفع لهم، وفي الآية تبكيت شديد للمشركين، الذين عبدوا ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنهم شيئا
[ قل من يرزقكم من السماء والأرض ] في هذه الآيات الادلة على وحدانية الله وربوبيته أى قل يا محمد لهؤلاء المشركين من ينزل لكم الغيث والقطر ؟ ويخرج لكم الزروع والثمار ؟
[ أمن يملك السمع والأبصار ] أى من ذا الذي يملك اسماعكم وابصاركم، التي تسمعون وتبصرون بها ؟ ومن يستطيع ان يردها لكم اذا اراد الله ان يسلبكموها ؟ كقوله تعالى [ قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم ] الآية
[ ومن يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ] أى من يخرج الانسان من النطفة، والطير من البيضة، والسنبلة من الحبة، والنبات من الارض، والمؤمن من الكافر ؟
[ ومن يدبر الأمر ] أى ومن يدبر امر الخلائق، ويصرف شئون الكائنات ؟
[ فسيقولون الله ] اي فسيقرون بأن فاعل ذلك كله هو الله رب العالمين، اذ لا مجال للمكابرة والعناد لغاية وضوحه
[ فقل أفلا تتقون ] أى قل لهم يا محمد : أفلا تخافون عقابه ونقمته ؟ بإشراككم وعبادتكم غير الله ؟
[ فذلكم الله ربكم الحق ] أى هذا الذي يفعل هذه الاشياء الجليلة هو ربكم الحق، الثابت ربوبيته ووحدانيته بالبراهين القاطعة
[ فماذا بعد الحق إلا الضلال ] استفهام انكاري أى ليس بعد الحق الا الضلال، فمن تخطى الحق الذي هو عبادة الله تعالى، وقع في الضلال
[ فأنى تصرفون ] أى فكيف تصرفون عن عبادة الله، الى عبادة ما لا يخلق ولا يرزق، ولا يحيي ولا يميت ؟