[ كذلك حقت كلمة ربك ] أى كذلك وجب قضاء الله وحكمه السابق
[ على الذين فسقوا ] أى على الذين خرجوا عن الطاعة وكفروا وكذبوا
[ أنهم لا يؤمنون ] أى لأنهم لا يصدقون بوحدانية الله ورسالة نبيه، فلذلك حقت عليهم كلمة العذاب لشقاوتهم وضلالتهم
[ قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده ] أى قل لهم يا محمد على جهة التوبيخ والتقريع : هل من الاوثان والاصنام من ينشىء الخلق من العدم ثم يفنيه، ثم يعيده ويحييه ؟ قال الطبري : ولما كانوا لا يقدرون علي دعوى ذلك، وفيه الحجة القاطعة، والدلالة الواضحة على انهم في دعوى الارباب كاذبون مفترون، أمر (ص) بالجواب (( هذا ما ذهب إليه الطبري وقال بعض المفسرين : المراد الرؤساء والمضلون الذين لا يرشدون أنفسهم إلى هدى إلا أن يرشدوا ))
[ قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده ] أى قل لهم يا محمد : الله وحده هو الذي يحيي ويميت، ويبدأ ويعيد، وليس أحد من هذه الآلهة المزعومة يفعل ذلك
[ فأنى تؤفكون ] أى فكيف تنقلبون وتنصرفون عن الحق الى الباطل ؟
[ قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق ] توبيخ آخر في صورة استفهام أى قل لهؤلاء المشركين : هل من هذه الآلهة التى تعبدونها من يرشد ضالا ؟ او يهدي حائرا ؟ او يدل على طريق الحق وسبيل الاستقامة ؟
[ قل الله يهدي للحق ] أى فقل لهم : ان عجزت آلهتكم عن ذلك فالله هو القادر على هداية الضال، وانارة السبيل، وبيان الحق
[ أفمن يهدى إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى ] أى أفمن يرشد الى الحق وهو الله سبحانه وتعالى أحق بالإتباع، ام هذه الاصنام التي لا تهدي احدا ؟ ولا تستطيع هداية نفسها فضلا عن هداية غيرها ؟
[ فما لكم كيف تحكمون ] أى ما لكم أيها المشركون تسوون بين الاصنام، وبين رب الارباب ؟ وتحكمون بهذا الباطل الصراح ؟ وهو استفهام معناه التعجب والانكار، ثم بين تعالى فساد نحلتهم، بعد ان أفحمهم بالبراهين النيرة التي توجب التوحيد وتبطل التقليد، فقال سبحانه
[ وما يتبع أكثرهم إلا ظنا ] أى وما يتبعون في اعتقادهم ألوهية الاصنام، الا اعتقادا غير مستند لدليل او برهان، بل مجرد اوهام باطلة، وخرافات فاسدة
[ إن الظن لا يغني من الحق شيئا ] أى ومثل هذا الاعتقاد المبني على الاوهام والخيالات، ظن كاذب، لا يغني من اليقين شيئا، فليس الظن كاليقين
[ إن الله عليم بما يفعلون ] أى عالم بما هم عليه من الكفر والتكذيب، وهو وعيد على اتباعهم للظن، واعراضهم عن البرهان، ثم بين تعالى صدق النبوة والوحي فقال سبحانه
[ وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ] اي لا يصح ولا يعقل، ولا يستقيم لذي عقل سليم، ان يزعم ان هذا القرآن مفترى مكذوب على الله، لأنه فوق طاقة البشر
[ ولكن تصديق الذي بين يديه ] أى ولكنه جاء مصدقا لما قبله من الكتب السماوية كالتوراة والإنجيل
[ وتفصيل الكتاب ] أى وفيه تفصيل وتبيين الشرائع والعقائد والاحكام
[ لا ريب فيه من رب العالمين ] أى لا شك في انه تنزيل رب العالمين
[ أم يقولون افتراه ] أى بل أيقولون اختلق محمد هذا القرآن من قبل نفسه ؟ وهو استفهام معناه التقريع
[ قل فأتوا بسورة مثله ] أى ان كان كما زعمتم فجيئوا بسورة مثل هذا القرآن، وهو تعجيز لهم واقامة حجة عليهم
[ وادعوا من استطعتم من دون الله ] اي ادعوا من دونه تعالى من استطعتم من خلقه، من الانس والجن للاستعانة بهم
[ إن كنتم صادقين ] اي ان كنتم صادقين في ان محمدا افتراه، قال الطبري : والمراد انكم ان لم تفعلوا فلا شك انكم كذبة، لان محمدا لن يعدو ان يكون بشرا مثلكم، فإذا عجز الجميع من الخلق ان يأتوا بسورة مثله، فالواحد منهم ان يأتي بجميعه أعجز، قال تعالى