[ بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون ] أى يكذبهم الله ويقول : بلى قد كذبتم وعصيتم، وكنتم مجرمين
[ فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها ] أى أدخلوا جهنم ماكثين فيها أبدا
[ فلبئس مثوى المتكبرين ] أى بئست جهنم مفرا ومسكنا، للمتكبرين عن طاعة الله !
البلاغة :
تضمت الآيات الكريمة من وجوه البيان والبديع ما يلي :
١ - الالتفات في [ فاتقون ] فهو خطاب للمستعجلين بطريق الإلتفات.
٢ - أسلوب الاطناب في [ أموات غير أحياء ] تأكيدا لسفاهة من عبد الأصنام ومثله [ لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ].
٣- الطباق ببن [ يسرون ويعلنون ] وبين [ تريحون وتسرحون ].
٤ - صيغة المبالغة في [ خصيم مبين ] وفي [ غفور رحيم ].
٥ -طباق السلب في [ أفمن يخلق كمن لا يخلق ].
٦ - الجناس الناقص في [ لا يخلقون وهم يخلقون ].
٧ - الاستعارة التمثيلية في قوله [ فخرعليهم السقف من فوقهم ] شبهت حال أولئك الماكرين، بحال قوم بنوا بنيانا شديد الدعائم، فانهدم ذلك البنيان وسقط عليهم فأهلكهم، بطريق (الاستعارة التمثيلية). ووجه التشبيه أن ما عدوه سببا لبقائهم، عاد سببا لفنائهم، كقولهم (من حفر حفرة لأخيه سقط فيها).
قال الله تعالى :[ وقيل للذين أتفوا ماذا أنزل ربكم.. ] إلى قوله [ يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ]. من آية(٣٠) إلى نهاية آية (٥٠).
المناسبة :
لما أخبر تعالى عن حال الأشقياء، الذين كفروا نعمة الله، وطعنوا في القرآن فزعموا أنه أساطير الأولين، وبين ما يكونون عليه في الآخرة من الفضيحة والذل والهوان، ذكر هنا ما أعده للمتقين، من وجوه التكريم في دار النعيم، ليظهر الفارق بين أهل السعادة، وأهل الشقاوة، وبين الأبرار والفجار، على طريقة القرآن في المقارنة بين الفريقين.
اللغة :
[ الزبر ] الكتب السماوية، جمع زبُور
[ يخسف ] خسَف آلمكانُ إذا ذهب وغاب في الأرض
[ يتفيأ ] يميل من جانب إلى جانب ومنه قيل للظل : فيء، لأنه يفيء أى يرجع من جهة إلى أخرى
[ داخرون ] صاغرون ذليلون، والدخور الصغار والذل، قال ذو الرمة : فلم يبقَ إلا داخر فى مخيس ومنجَحِر في غيرأرضكَ في حجر
التفسير :
[ وقيل للذين اتقوا ] أى وقيل للفريق الثاني أهل التقوى والإيمان
[ ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا ] أى ماذا أنزل ربكم على رسوله ؟ قالوا أنزل خيرا، قال المفسرون : هذا كان في أيام الموسم، يأتي الرجل مكة فيسأل المشركين عن (محمد) وأمره، فيقتولون : إنه ساحر وكاهن وكذاب ! ! فيأتي المؤمنين ويسألهم عن محمد، وعن ما أنزل الله عليه، فيقولون : أنزل الله عليه الخير والهدى والقرآن ! ! قال تعالى بياناً لجزائهم الكريم
[ للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ] أى لهؤلاء المحسنين، مكافأة في الدنيا بإحسانهم
[ ولدار الآخرة خير ] أى وما ينالونه في الآخرة من ثواب الجنة، خير وأعظم من دار الدنيا، لفنائها وبقاء الآخرة
[ ولنعم دار المتقين ] أى ولنعم دار المتقين دار الآخرة وهي
[ جنات عدن ] أى جنات إقامة
[ يدخلونها تجري من تحتها الأنهار ] أى يدخلون تلك الجنان، التي تجري من تحت قصورها الأنهار
[ لهم فيها ما يشاءون ] أى لهم في تلك الجنات ما يشتهون، بدون كد ولا تعب، ولا انقطاع ولا نَصب
[ كذلك يجزي الله المتقين ] أى مثل هذا الجزاء الكريم، يجزي الله عباده المتقين الأبرار، المتمسكين بأوامره
[ الذين تتوفاهم الملائكة طيبين ] أى هم الذين تقبض الملائكة أرواحهم حال كونهم أبرارا، قد تطهروا من دنس الشرك والمعاصي، طيبة نفوسهم بلقاء الله
[ يقولون سلام عليكم ] أى تسلم عليهم الملائكة وتبشرهم بالجنة، قال ابن عباس : الملائكة يأتونهم بالسلام من قِبل الله، ويخبرونهم أنهم من أصحاب اليمين