[ كذلك يتم نعمته عليكم ] أى مثل ما خلق هذه الأشياء لكم وأنعم بها عليكم، فإنه يُتم نعمة الدنيا والدين عليكم
[ لعلكم تسلمون ] أى لتخلصوا لله الربوبية، وتعلموا أنه لا يقدر على هذه الإنعامات أحد سواه
[ فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين ] أى فإن أعرضوا عن الإيمان، ولم يؤمنوا بما جئتهم به يا محمد، فلا ضرر عليك لأن وظيفتك التبليغ، وقد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة
[ يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ] أى يعرف هؤلاء المشركون نِعَم الله العديدة، التي أنعم بها عليهم، ويعترفون بأنها من عند الله، ثم ينكرونها بعبادتهم غير المنعم، وقال السدي : نعمةُ الله هي محمد (ص)، عرفوا نبوته، ثم جحدوها وكذبوه
[ وأكثرهم الكافرون ] أى أكثرهم يموتون كفاراً، وفيه إشارة إلى ان بعضهم يهتدي للإسلام، وأما أكثرهم فمصرون على الكفر والضلال
[ ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ] أى ويوم القيامة نحشر الخلائق للحساب، ونبعث في كل أمة نبيها يشهد عليها بالإيمان أو الكفر
[ ثم لا يؤذن للذين كفروا ] أى لا يُؤذن للذين كفروا في الإعتذار، لأنهم يعلمون بطلانه وكذبه
[ ولا هم يستعتبون ] أى لا يُطلب منهم أن يسترضوا ربهم، بقول أو عمل، فقد فات أوان العتاب والاسترضاء، وجاء وقعت الحساب والعقاب، قال القرطبي : العُتبى هي رجوع المعتوب عليه إلى ما يرضي العاتب، وأصل الكلمة من العتب وهي الموجدة فإذا وجد عليه يقال : عَتَب، وإذا رجع إلى مسرتك فقد أعتبئ
[ وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ] أى وإذا رأى المشركون عذاب جهنم، فلا يُفتر عنهم ساعة واحدة
[ ولا هم ينظرون ] أى لا يُؤخرون ولا يُمهلون
[ وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم ] أى وإذا أبصر المشركون شركاءهم، الذين كانوا يعبدونهم فى الدنيا، ويزعمون أنهم شركاء مع الله في الألوهية
[ قالوا ربنا هؤلإء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك ] أى هؤلاء الذين عبدناهم من دونك، قال البيضاوي : وهذا إعتراف منهم بأنهم كانوا مخطئين في ذلك، والتماس لتخفيف العذاب
[ فألقوآ إليهم القول إنكم لكاذبون ] أى أجابوهم بالتكذيب فيما قالوا، في تقرير وتوكيد، وذلك مما يوجب زيادة الندمً والحسرة في قلوبهم
[ وألقوا إلى الله يومئذ السلم ] أى استسلم أولئك الظالمون لحكم الله تعالى بعد الإباء والإستكبار في الدنيا
[ وضل عنهم ما كانوا يفترون ] أى بطل ما كانوا يؤمًلون، من أن آلهتهم تشفع لهم عند الله ! ! ثم أخبر تعالى عن مآلهم بعد أن أخبر عن حالهم فقال سبحانه :
[ الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ] أى كفروا بالله وبوحدانيته، ومنعوا الناس عن الدخول في دين الإسلام
[ زدناهم عذابا فوق العذاب ] أى زدناهم عذاباً في جهنم فوق عذاب الكفر، لأنهم ارتكبوا جريمة (صد الناس ) عن الهدى، فوق جريمة الكفر، فضوعف لهم العذاب، جزاء وفاقاً
[ بما كانوا يفسدون ] أى بسبب إفسادهم في الدنيا بالكفر والمعصية
[ ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم ] أى أذكر للناس ذلك اليوم وهوله، حين نبعث في كل أمة نبيها ليشهد عليها
[ وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ] أى وجئنا بك يا محمد شهيدا على أمتك
[ ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ] أى ونزلنا عليك القرآن المنير، بيانا شافيا بليغا، لكل ما يحتاج الناس إليه من أمور الدين، فلا حجة لهم ولا معذرة، قال ابن سععود : قد بُين لنا في هذا القرآن كل علم، وكل شيء
[ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ] أى هداية للقلوب، ورحمة للعباد، وبشارة للمسلمين المهتدين
[ ان الله يأمر بالعدل والإحسان ] أى يأمر بمكارم الأخلاق، بالعدل بين الناس، والإحسان إلى جميع الخلق
[ وإيتاء ذي القربى ] أى مواساة الأقرباء، وخصه بالذكر اهتماما به