[ ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا ] أى لا تستبدلوا عهد الله وعهد رسوله، بحطام الدنيا الفاني
[ إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون ] أى ما عند الله من الأجر والثواب، خير لكم من متاع الدنيا العاجل، إذا كنتم تعلمون الحقيقة، ثم علل ذلك بقوله :
[ ما عندكم ينفد وما عند الله باق ] أى ما عندكم أيها الناس فإنه فان زائل، وما عند الله فإنه باق دائم، لا انقطاع له ولا نَفاد، فآثروا ما يبقى على ما يفنى
[ ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ] أى ولنثيبن الصابرين بأفضل الجزاء، ونعطيهم الأجر الوافي على أحسن الأعمال، مع التجاوز عن السيئات، وهذا وعد كريم من رب العزة والجلال ليكون الجزاء على أحسن العمل دون سواه
[ من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن ] أى من فعل الخيرَ، ذكرا كان أو أنثى، بشرط الإيمان
[ فلنحيينه حياة طببة ] أى فلنحيينه في الدنيا حياة طيبة بالقناعة والرزق الحلال، والتوفيق لصالح الأعمال، وقال الحسن : لا تطيب الحياة لأحد إلا في الجنة، لأنها حياة بلا موت، وغنى بلا فقر، وصحة بلا سقم، وسعادة بلا شقاوة
[ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ] أى ولنجزينهم في الآخرة بجزاء أحسن أعمالهم، وما أكرمه من جزاء !
[ فإذا قرأت القرآن ] أى إذا أردت تلاوة القرآن
[ فإستعذ بالله من الشيطان الرجيم ] أى فاسأل الله ان يحفظك من وساوس الشيطان وخطراته، كيلا يوسوس لك عند القراءة، فيصدك عن تدبر القرآن والعمل بما فيه
[ إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا ] أى ليس له تسلط وقدرة على المؤمنين بالإغواء والكفر، لأنهم في كنف الرحمن
[ وعلى ربهم يتوكلون ] أى وهم يعتمدون على الله فيما نابهم من شدائد
[ إنما سلطانه على الذين يتولونه ] أى إنما تسلطه وسيطرته، على الذين يطيعونه ويتخذونه لهم وليا
[ والذين هم به مشركون ] أى بسبب إغوائه أصبحوا مشركين، في عبادتهم وذبائحهم، ومطاعمهم ومشاربهم
[ وإذا بدلنا آية مكان آية ] أى وإذا أنزلنا آية مكان آية وجعلناها بدلاا منها، بأن ننسخ تلاولها أو حكمها
[ والله أعلم بما ينزل ] أى والله أعلم بما هو أصلح للعباد، وبما فيه خيرهم، فإن مثل آيات هذا الكتاب، كمَثَل الدواء يُعطى منه للمريض جرعات، حتى يماثل الشفاء، ثم يستبدل بما يصلح له من أنواع أخرى من الأطعمة
[ قالوا إنما أنت مفتر ] أى قال الكفرة الجاهلون : انما أنت يا محمد متقول كاذب على الله
[ بل أكثرهم لا يعلمون ] أى أكثرهم جهلة لا يعلمون حكمة الله، فيقولون ذلك سفها وجهلا، قال ابن عباس : كان إذا نزلت آية فيها شدة ثم نسخت، قال كفار قريش : والله ما محمد إلا يسخر من أصحابه، يأمرهم اليوم بأمر، وينهاهم غدا عنه، وإنه لا يقول ذلك إلا من عند نفسه، فنزلت
[ قل نزله روح القدس من ربك بالحق ] أى قل لهم يا محمد : إنما نزله جبريل الأمين من عند أحكم الحاكمين، بالصدق والعدل
[ ليثبت الذين آمنوا ] أى ليثبت المؤمنين، بما فيه من الحجج والبراهين، فيزدادوا إيماناً ويقينأ
[ وهدى وبشرى للمسلمين ] أى وهداية وبشارة لأهل الإسلام، الذين انقادوا لحكمه تعالى، وفيه تعريض بالكفار الذين لم يستسلموا لله تعالى
[ ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر ] أى قد علمنا مقالة المشركين الشنيعة، ودعواهم أن هذا القرآن من تعليم (جنر الرومي ) وقد ردً تعالى عليهم بقوله :
[ لسان الذى يلحدون إليه أعجمي ] أى لسان الذي يزعمون أنه علمه القرآن، وينسبون إليه التعليم أعجمى
[ وهذا لسان عربي مبين ] أى وهذا القرآن عربى فى غاية الفصاحة، فكيف يمكن لمن لسانه أعجمى، أن يُعلم محمداً هذا الكتاب العربن المبين ؟ ومن أين للأعجمي أن يذوق بلاغة هذا الكتاب المعجز، قي فصاحته وبيانه ؟!ا