[ أن لهم أجرا حسنا ] أى أن لهم الجنة وما فيها من النعيم المقيم
[ ماكثين فيه أبداً ] أى مقيمين في ذلك النعيم الخالد، الذي لا انتهاء له ولا انقضاء
[ وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ] أى ويخوف أولئك الكافرين - الذين نسبوا لله الولد - عذابه الأليم، قال البيضاوي : خصهم بالذكر، وكرر الإنذار استعظاما لكفرهم، وإنما لم يذكر المنذَر به استثناء بتقدم ذكره
[ ما لهم به من علم ] أى ما لهم بذلك الافتراء الشنيع، شيء من العلم أصلا
[ ولا لآبائهم ] أى ولا لأسلافهم الذين قلدوهم، فتاهوا جميعاً في بيداء الجهالة والضلالة
[ كبرت كلمةً تخرج من أفواههم ] أى عظمت تلك المقالة الشنيعة كلمة قبيحة، ما أشنعها وأفظعها ؟ خرجت من أفواه أولئك المجرمين، وهي في غاية الفساد والبطلان
[ ان يقولون إلا كذباً ] أى ما يقولون إلا كذبا وسفها وزورا
[ فلعلك باخع نفسك على آثارهم ] أى فلعلك قاتل نفسك ومهلكها غما وحزنا، على إجرامهم وتوليهم، وإعراضهم عن الإيمان
[ إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ] أي إن لم يؤمنوا بهذا القرآن، حسرة وأسفا عليهم، فما يستحق هؤلاء أن تحزن وتأسف عليهم، والآَية تسلية للنبى عليه السلام
[ إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها ] أى جعلنا ما عليها من زخارف ورياش، ومتاع وذهب وفضة وغير ذلك زينة للأرض، كما زينا السماء بالكواكب
[ لنبلوهم أيهم أحسن عملا ] أى لنختبر الخلق أيهم أطوع لله، وأحسن عملا لآخرته
[ وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا ] أى سنجعل ما عليها من الزينة والنعيم، حطاما وركاما حتى تصبح كالأرض الجرداء، التي لا نبات فيها ولا زرع، بعد أن كانت خضراء بهجة، قال القرطبى : آلاية وردت لتسلية النبي (ص) والمعنى : لا تهتم يا محمد للدنيا وأهلها، فإنا إنما جعلنا ذلك، امتحانا واختباراً لأهلها، فمنهم من يتدبر ويؤمن ومنهم من يكفر، ثم أن يوم القيامة بين أيديهم، فلا يعظمنً عليك كفرهُم فإنا سنجازيهم
[ أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبأ ] ؟ هذا بدء قصة (أصحاب الكهف ) والكهفُ : آلغارُ المتسع في الجبل، والرقيم : اللوح الذي كتب فيه أسماء أصحاب الكهف على المشهور، والمعنى : لا تظنن يا محمد أن قصة اهل الكهف - على غرابتها - هي أعجبُ آيات الله، ففي صفحات هذا الكون من العجائب والغرائب، ما يفوق قصة أصحاب الكهف، قال مجاهد : أحسبت أنهم كانوا أعجب آياتنا ؟ قد كان في آياتنا ما هو أعجب منهم


الصفحة التالية
Icon